تنظم وزارة الصناعة التقليدية، بالتعاون مع وكالة الشراكة من أجل التنمية وهيئة تحدي الألفية، بتنسيق مع السلطات المحلية بمدينة فاس، مراسيم افتتاح المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية، يوم غد الأربعاء بقصر المؤتمرات. من المقرر أن تكون هذه التظاهرة مناسبة لتقديم الإنجازات المحققة في المشروع، منذ انطلاقه، وكذا الأهداف التي يتوخاها. وأفاد بلاغ صحفي، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن هيئة تحدي الألفية كانت منحت المملكة المغربية هبة مالية تقدر ب 697,5 مليون دولار، بهدف محاربة الفقر، من خلال التنمية الاقتصادية. واستفاد مشروع "الصناعة التقليدية وفاسالمدينة"، الذي يندرج في إطاره هذا اللقاء الافتتاحي، من غلاف مالي إجمالي يقدر ب 95,5 مليون دولار، منها 84,7 مليون دولار ممنوحة لقطاع الصناعة التقليدية، من خلال أنشطة الإنعاش ودعم الإنتاج ومحو الأمية الوظيفية والتكوين المهني. واعتمدت وزارة الصناعة التقليدية، مع وكالة الشراكة من أجل التنمية وهيئة تحدي الألفية، مقاربة تشاركية مع مختلف الشركاء لتحيين المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية بالمدينة العتيقة بفاس. وتجسد ذلك في وضع سلسلة من لوحات التشوير السياحية في مختلف المواقع، للتوجيه والإخبار والتفسير، على امتداد المدارات السياحية. وفي هذا الإطار، تم وضع ما مجموعه 308 لوحات تشوير، منها 228 لوحة للتوجيه، و70 لوحة للتعريف بالتراث، و10 لوحات للإخبار. وأضاف المصدر ذاته أن الهدف من ذلك يتمثل في إعطاء أفضل الإرشادات حول مختلف الفضاءات الثقافية والتاريخية، التي تحتضنها المدينة العتيقة، لتوجيه الزوار في المدارات السياحية ومدهم بالشروحات والوصف الشامل لمختلف المواقع والمعالم التاريخية والفنية والعمرانية المتميزة، التي تزخر بها العاصمة الروحية للمملكة كما تهدف هذه العلامات التشويرية إلى دعم النشاط السياحي المحلي المبني أساسا على المكون الثقافي وإضفاء الطابع السياحي على التراث الثقافي والحضاري للمدينة. وفي هذا السياق، تم إثراء العرض في ستة مدارات سياحية محتضنة للصناعة التقليدية، موزعة على مدار تجوال مسافته 21 كلم، منها 5 مدارات سياحية داخل أسوار المدينة العتيقة بطول 10,5 كلم. وتم تخصيص المدارات السياحية للنهوض بالموروث الحرفي التقليدي، واستمدت أسماؤها من الموضوعات التالية: "الصناعة التقليدية"، "مآثر وأسواق"، "معارف ومهارات"، "قصور وحدائق الأندلس"، "فاس الجديد" و"الأسوار والأبراج". تجدر الإشارة إلى أن أزيد من 2113 نقطة بيع منتجات وخدمات الصناعة التقليدية ستستفيد من الانعكاسات الاقتصادية للأنشطة السياحية، التي ستترتب عن عملية تحيين المدارات السياحية. ومن المقرر أن يتوج حفل الافتتاح بالتوقيع على اتفاقية الشراكة بين وزارة الصناعة التقليدية ووكالة الشراكة من أجل التنمية من جهة، وولاية فاس والجماعة الحضرية لمدينة فاس والجماعة الحضرية المشور فاس الجديد وغرفة الصناعة التقليدية والمجلس الجهوي للسياحة من جهة أخرى. وبمقتضى هذه الاتفاقية، تسلم وكالة الشراكة من أجل التنمية لوحات التشوير للجماعتين الحضريتين بفاس، من أجل صيانتها والحفاظ عليها، بينما تعهد للمجلس الجهوي للسياحة وغرفة الصناعة التقليدية مهمة الدعاية والترويج للمدارات السياحة على الصعيدين الوطني والدولي.