شهد قطاع النظافة في بلدية بني ملال، تجربة التدبير المفوض، منذ أكثر من ست سنوات، من طرف شركة إسبانية بتكلفة ملياري سنتيم. اقترب عقد التدبير المفوض من نهايته، ولم تتبق من مدته سوى خمسة أشهر، حسب ما أكده مستشار جماعي، تحدث عن أن "الأسطول أصبح متهالكا، وكثرت احتجاجات العمال، وأضحت الحاويات الموزعة في المدينة غير كافية، موازاة مع عدم تجدد الشاحنات، في ظل عدم تأكد الشركة من تجديد الصفقة". وذكر المصدر ذاته أن المجلس الجماعي ينتظر انقضاء فترة التدبير المفوض، ليتمكن من فرض دفتر تحملات جديد، ينص على جلب شاحنات عديدة وجديدة، ورفع عدد الحاويات إلى أكثر من 70 حاوية الموجودة الآن، والإلحاح على تنظيفها بشكل مستمر، ومراعاة عامل تحفيز عمال القطاع، مع ضرورة التعامل مع المطرح الجديد ب"الكريفات" في الفقيه بن صالح عوض الحالي، لحل مشكلة النفايات في مدينة بني ملال. وهو الأمر الذي وافقت عليه الجماعة، بعد تأكيد انخراط 42 جماعة في عملية معالجة النفايات في المطرح الجديد. ويوصف المشروع ب"المتميز"، إذ يقول محمد القرقوري، موظف مكلف بالقطاع في بلدية بني ملال، إن المطرح سيحل مشكلة النفايات ومسألة معالجتها، إلا أن الصراع حول رئاسة مكتب تدبير المطرح بين مجموعة من الجهات، حال دون انطلاق أشغاله، وقد أدرج مقرر للتعامل مع المشكل في مجلس الجهة". وفسر المتحدث ل "المغربية"، أن تأخر انطلاق المطرح الجهوي الجديد، جعل التركيز ينصب حول إعادة تهييء مطرح مدينة بني ملال، وتنمية شروط اشتغاله، إلى حين حل المشكلة. وأضاف أن ذلك لا يمنع من أن بلدية بني ملال دخلت تجربة جديدة في مجال النفايات، منذ 3 سنوات، من خلال مشروع للفرز في النفايات وكيفية التعامل معها، بشراكة بين الشمالية لحوض البحر المتوسط، منها اسبانيا وبلجيكا، والضفة الجنوبية يمثلها المغرب العربي، ضمنها مدينة بني ملال وتمثل المغرب، وصفاقص تمثل تونس، وسطيف تمثل الجزائر. وأشار إلى أن اللقاء الافتتاحي كان في إسبانيا وبلجيكا، والجهات المؤطرة والداعمة للمشروع، وكان لقاء الاستقبال الأول في بني ملال، بالنسبة إلى البلدان المنفذة للمشروع. وتلى ذلك لقاء في كل من تونسوالجزائر. وذكر أن الهدف من هذه التجربة هو "إدخال تجارب الفرز والعزل في النفايات وتثمينها، ومدينة بني ملال كانت أول مدينة في المغرب تعرف التجربة، بعد إقامة دراسة وحملة تحسيس وتواصل مع السكان في العملية". وأفادت مصادر "المغربية"، أنه جرى اختيار 200 أسرة في حي رياض السلام، بعد التواصل المباشر معها وتوعيتها، وتسلمت صناديق خاصة بالفرز في مجال النفايات، سلمتها الدول الداعمة لمشروع التجربة، يضع فيها السكان النفايات ذات القيمة، من زجاج، ألمنيوم، "كرتون"، بلاستيك، والحديد وغيره من النفايات المثمنة، فيما كانت توضع النفايات العادية في الحاويات الأخرى الموجودة خارج البيت. وأكدت المصادر ذاتها أن المشروع حقق نجاحا مهما، إذ انخرط في عملية فرز النفايات أكثر من 70 في المائة، وتعاملوا بإيجابية كبيرة، وكانت النتائج مهمة والمشروع النموذجي له آثار إيجابية على مداخيل البلدية، وسيقلص من التكاليف التي يتطلبها قطاع النظافة والنفايات، ثم الاستفادة من النفايات التي تم فرزها اقتصاديا. وأبرز المصدر أن مشروع الشراكة، الذي يربط البلدية بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، المكلفة بالجانب التنظيري، ومع الشركاء الغربيين باسبانيا وبلجيكا، سينتهي في شتنبر المقبل، وسيجري العمل على تجديد الشراكة في المشروع النموذجي لفرز النفايات، وسيتم توسيعه ليشمل 5 آلاف أسرة، حوالي 20 ألف نسمة من سكان بني ملال، بنسبة 10 في المائة من سكان المدينة. وذكر بأنه سيكون للمشروع آثار إيجابية في المجال البيئي، وبالتالي الإسهام في توظيف يد عاملة جديدة، ونقص النفايات الخطيرة، التي ستتم معالجتها والاستفادة منها، خاصة مع انطلاق المطرح الجديد في منطقة "الكريفات" بالفقيه بن صالح، الذي ستنخرط فيه 42 جماعة، وسيوفر 100 منصب عمل قار، وحوالي 600 منصب غير مباشر. وأشار إلى ضرورة حل مشكلة الصراع السياسي، حول رئاسة مكتب تدبير وتسيير المطرح الجديد، في ظل العدد الهائل من الجماعات التي وقعت المساطر، وأكدت انخراطها في العملية، ما يجعل من المطرح الجديد، مجالا جديدا مهما لإعادة هيكلة النفايات في جهة تادلة أزيلال، خاصة مع انخراط بني ملال في المشروع المتوسطي لفرز النفايات في تجربته الأولى الناجحة.