تنظم جمعية "شمال - جنوب لإنعاش السينما والفنون الدرامية"، شهر تضامن الفنانين المغاربة، الذي ستنطلق فعالياته في دورته الأولى يومه الجمعة بدار الشباب بالحي المحمدي، ابتداء من الثالثة والنصف ظهرا. الفنان المغربي حميد باسكيط رفقة الفنانة المغربية سعيدة شرف كشف الفنان حميد باسكيط، رئيس جمعية شمال- جنوب لإنعاش السينما والفنون الدرامية، ورئيس اللجنة المنظمة لتضامن الفنانين، أن فكرة تنظيم هذه التظاهرة الفنية، جاءت إبان رحيل عملاق الشاشة المغربية محمد مجد، إذ التقى مجموعة من الفنانين وناقشوا العديد من القضايا المتعلقة بظروف الفنان الصحية منها والسكنية، والمادية. وقال باسكيط في اتصال مع "المغربية" "الظروف الصعبة التي تعيشها فئة كبيرة من الفنانين باختلاف ميولاتهم الإبداعية، هي ما جعلني أفكر في كيفية مساعدة هؤلاء الفنانين. فخلال لقائنا بالفنانين، رحبوا جميعا بالفكرة، وأبدوا استعدادهم لمساعدة زملائهم في الدرب، من خلال تنظيم حفلات وسهرات، ومعارض تشكيلية، على مدى شهر كامل. كل عائدات هذه الأنشطة سيعود ريعها لهذه الفئة من الفنانين، الذين يمرون بظروف مادية صعبة". وعبر الفنان المغربي عن سعادته بالتجاوب الكبير، الذي لقيته فكرته، بحيث لم يتخل أي فنان عن رغبته الكبيرة في المشاركة في شهر تضامن الفنانين المغاربة، مضيفا أن العديد من الفنانين في وضعية مادية مريحة أكدوا استعدادهم لحضور هذه التظاهرة. وأبرز باسكيط أن افتتاح العرس الفني سيكون بدار الشباب الحي المحمدي، واختياره لهذا الحي جاء بالدرجة الأولى لأنه ابن الحي المحمدي، ويرغب في إعادة الاعتبار لهذا الحي ولفنانيه، الذين لم ينصفوا، خلال مسارهم الإبداعي، إضافة إلى أن 70 فنانا مشاركا في شهر تضامن الفنانين المغاربة، هم أبناء الحي المحمدي. وسيكون الجمهور المغربي على موعد مع هذه التظاهرة الفنية إلى غاية 28 أبريل المقبل، وستكون الدارالبيضاء مسرحا لاحتضان مختلف الأنشطة الفنية، من حفلات غنائية، ومعارض تشكيلية، ورقصات فنية، وستكون الموسيقى والطرب حاضرة كذلك بقوة، إذ ستمنح الجمهور البيضاوي لحظات من الفرجة الممتعة، وتعود مداخيلها إلى حساب خاص أعد لهذه المناسبة، من أجل اقتناء شقق للفنانين في وضعية صعبة. ومن أبرز الفنانين الذين أبدوا رغبتهم في المشاركة في شهر تضامن الفنانين المغاربة، الفنانة كريمة الصقلي، وعمر السيد، وسعيد الناصري، ورشيدة طلال، ومحمد الجم، والتشكيليون عبد الرحمان رحول، والغطاس، والزين، والحريري، وغيرهم الذين منحوا قرابة 50 لوحة زيتية ليتم وضع الريع المحصل من بيع هذه اللوحات ضمن حساب التضامن. أما المجموعات الغنائية الحاضرة فتمثل في "السهام"، و"تكادة"، وغيرهم من المبدعين، الذين يتجاوز عددهم المائة فنان. في السياق نفسه، أوضح حميد باسكيط، أنه نظم، أخيرا، لقاء جمع مختلف الفنانين المغاربة، وناقشوا الفكرة، التي أعجبتهم، بحيث أكد أن بعض الفنانين لم يلتقوا مند سنوات، لذا ارتأى، أن يكون هذا الشهر مناسبة للم شمل الأسرة الفنية باختلاف ميولاتها. وبخصوص الفنانين الذين سيستفيدون من الشقق، أشار رئيس الجمعية إلى أن التظاهرة ستنظم من أجل حفظ كرامة الفنان بالدرجة الأولى، لذا لم يفصح عن الأسماء المختارة حفاظا أيضا على كرامتها. ويتمنى أن يكون هذا الشهر شهر محبة وود بين الفنانين، الذين ستجمعهم أعمال خيرية ومبادرات إنسانية، هدفها مساعدة زملائهم في الدرب. وأضاف باسكيط أن 14 ماي، سيكون يوم تقديم مفاتيح الشقق أمام الجميع، وجاء اختيار هذا اليوم تزامنا مع اليوم الوطني للمسرح، أب الفنون. وتعتبر هذه التظاهرة مساهمة أولى لإرساء روح التضامن والتبادل والتقاسم والتفكير ضمن الأسرة الكبيرة للفنانين، فهدفنا الأسمى هو جعل هذه التظاهرة حدثا بارزا يتجدد كل سنة وينال اهتمام مجموع أنحاء المملكة، حسب ما أكده رئيس الجمعية. وبالموازاة مع الأنشطة الثقافية، تم إعداد برنامج ثقافي غني لفائدة مختلف الجماهير بمختلف الأحياء، خصوصا الحي المحمدي. وسيقدم للضيوف، خلال الافتتاح، حفل كبير مع مجموعات كناوة من مدن الصويرة ومراكش وتارودانت وآكادير والرباط وسلا، بالإضافة إلى فرقتي اكناوة للحي المحمدي بمدينة الدارالبيضاء. من جهة أخرى، فمجهود التضامن هذا ستواكبه العديد من الأعمال الاجتماعية والإنسانية، فهناك على سبيل المثال حفل لإعذار مائة طفل معوز، بالإضافة إلى إعداد رسومات حائطية وتنظيم مباراة استعراضية في كرة القدم بين فريق الطاس البيضاوي ونخبة من الفنانين.