الجسم الفني المغربي يتعاضد، يشد أزر بعضه مع بعض، بمناسبة شهر «تضامن الفنانين» - و ليس مع الفنانين - أي تضامن الفاعلين في الفن بمختلف مشاربه وألوانه مع زملائهم في الميدان، وذلك خلال المدة المتراوحة بين 29 مارس الجاري إلى 28 أبريل القادم. «شهر تضامن الفنانين» تظاهرة فنية، اجتماعية، إنسانية - تضامنية من تنظيم جمعية شمال - جنوب، ومن بنات أفكار الفنان والمخرج المسرحي و التلفزيوني - السينمائي حميد باسكيط.. أرادها، بمعية زملاء له في المجال الفني عامة، في التشكيل، الموسيقى، المسرح والسينما أن تلم مكونات هذا الفضاء الابداعي الفسيح، ليكونوا سندا فنيا واجتماعيا لبعضهم البعض، ليس في«شهر التضامن» وحده و لكن طول السنة، بل وخلال السنوات القادمة، مثلما عبر عن ذلك في ندوة صحافية إعلانية عن انطلاق هذه المبادرة مساء الخميس الماضي بالدارالبيضاء رفقة الأستاذ الجامعي حسن الصميلي و الرياضية فاطمة عوام والكاتب الصحفي محمد العروسي و زوجة الفنان الراحل حسن الصقلي بحضور العديد من الفنانين من عالم المسرح والسينما والتشكيل.. تظاهرة تقوم على تنظيم أمسيات تطوعية مسرحية وموسيقية وسينمائية وبيع لوحات تشكيلية.. يخصص مداخيلها لتنفيذ أعمال اجتماعية لفائدة فنانين وأبناء فنانين راحلين من ذوي الحاجة، من قبيل شراء شقق سكنية أو ضمان تمدرس لائق لأبناء الفنانين.. مبادرة قال عنها باسكيط، الذي تكلف مؤخرا بإدارة مسرح المحمدية بعد فترة جمود واهمال، و جوابا عن سؤال ل«الاتحاد الاشتراكي»، إن لا تداخل بين اختصاصات هذه المبادرة الاجتماعية الإنسانية وبين ما هو تعاضدي ونقابي.. باعتبار أن هذه المبادرة تنطلق من الفنانين و تصل نتائجها إلى الفنانين وذويهم، ممن لهم حق الأولوية من الاستفادة من هذه المبادرة من خلال دراسات ومعاينات وتتبع ستقوم بها لجن مختصة تحدد الأولويات والأسبقية.. بهدف «الحفاظ على بيئة عائلية متينة للفنانين ولليتامى أبناء الفنانين الذين رحلوا عنا.. وذلك بمنحهم الشروط اللائقة لمتابعة دراستهم ولإعداد مستقبلهم بفضل مساعدة أسرتهم الكبيرة وأعضائها الفنانين المغارية» وكذلك «رد الاعتبار لمكانة الفنان على المستوى الاجتماعي والفني..و تبادل الخبرات والمهارات بين الفنانين وباقي المتدخلين، وبين هؤلاء وباقي المؤسسات والهيئات العمومية والخاصة المهتمة بالإبداع والفن والعمل الاجتماعي والمساعدة الإنسانية، ثم تنشيط التبادل بين الفنانين ومختلف الهيئات والمؤسسات والشركات والمقاولات العمومية والخاصة في المجال السمعي البصري والتلفزة من أجل خلق سوق فنية يستفيد منها الفنانون، وأخير إخبار الفنانين بالمستجدات والقوانين والنصوص وبفرص الشغل والتعاون بالمغرب وبالخارج، وكا وضعية زملائهم على المستوى الاجتماعي والفني..» وعلى هذا المستوى سيكون الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة أيام 29، 30 و31 من شهر مارس 2013 بدار الشباب بالحي المحمدي، الحي الذي «أنتج» العديد من الفنانين المرموقين مغربيا وعربيا.. وذلك من خلال حفل للفن الكناوي تنشطه مجموعات من مدن الصويرة ومراكش وتارودانت وأكادير والرباط وسلا، ومجموعتين من الحي المحمدي بالدارالبيضاء بمشاركة اثنين من أشهر معلمي الفن الكناوي بالمغرب، حميد القصري ومحمد غينيا، حيث بالمناسبة ذاتها، سيتم القيام بعملية تكنيس وتنظيف لساحات وأزقة الحي مع القيام بعمليات تبييض للجدران وإقامة جدرايات من إبداع رسامين تشكليين شباب.. أنشطة لن تقف عند الحد - يضيف حميد باسكيط - إذ أن هناك التزامات ووعود من فنانين لإقامة أمسيات فنيةو فكاهية يذهب ريعها لهذه المبادرة من قبيل الفنانين محمد الخياري و سعيد الناصري وغيرهما. المبادرة ستنطلق، أيضا، بحفل إعذار جماعي لحوالي مئة طفل من أسر معوزة، إجراء مقابلة ودية في كرة القدم بين الاتحاد البيضاوي (الطاس) ومنتخب الفنانين، كما ستتوج التظاهرة بإعداد وليمة «الكسكس» من طرف سكان الحي في إطار إحياء الأصول و التقاليد المتوارثة للحومة المغربية و للطابع التضامني، وستقدم للمشاركين بمناسبة ليلة مسماة «ليلة الضيافة» تتميز بسهرة للذكر والأمداح ستقام بدار الشباب الحي المحمدي..