بعد انسحابها من قطاعي النقل والنظافة، تعتزم شركة "فيوليا البيئة" الانسحاب نهائيا من المغرب، إذ أعلنت عن توقيع اتفاق مع صندوق الاستثمار البريطاني "أكتيس"، من خلال مجموعتها "فيوليا خدمات البيئة المغرب". ويتعلق هذا الاتفاق بتفويت أنشطتها الخاصة بتوزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل بالمغرب والتي تسيرها الشركتان المفَوض لهما "ريضال" و"أمانديس". وتعمل فيوليا، التي كانت مستفيدة من صفقات التدبير المفوض في قطاعات عدة، في عدد من المدن المغربية، وعلى رأسها الماء والتطهير والنقل والنفايات، وشركة "أكتيس" حاليا جنبا إلى جنب، من أجل الحصول على الموافقة الرسمية للسلطات الموفِوضة وسلطات الوصاية بخصوص هذه العملية. وجاء في بلاغ لشركة فيوليا أن "شركة أكتيس أخذت التزامات قوية لصالح الجماعات المفوضة، سواء تعلق الأمر بميدان الاستثمارات أو التفوق العملياتي، أو في الجانب المتعلق بالحكامة، من أجل المحافظة وتحسين المكتسبات المحققة، وضمان استمرارية الخدمات المتقدمة خلال العشر سنوات الأخيرة من طرف فيوليا الماء بالمغرب". وأضاف البلاغ، الذي توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن "فيوليا وقعت مع أكتيس اتفاقا حول المساعدة التقنية لمدة ثلاث سنوات، سيمكن من تدبير المرحلة الانتقالية، ومن اقتسام الخبرة والمعرفة والتجربة التي راكمتها فيوليا بالمغرب مع أكتيس". وأوضح البلاغ أن اختيار أكتيس يندرج وفق منطق ذي قيمة مضافة بالنسبة للمغرب، بحكم تجربة الصندوق التي تزيد عن 60 سنة في ميادين المرافق ذات المنفعة العامة، وحصريا داخل البلدان الناشئة، خاصة بالمغرب العربي وإفريقيا، مشيرا إلى أن "فيوليا الماء انخرطت منذ 10 سنوات داخليا في سياسة طموحة للتكوين، بفضل مركزها الخاص بالتكوين، إذ أمكن توفير أكثر من 300 ألف ساعة تكوين، زيادة على وضع برامج لنقل الكفاءات نحو المقاولات المغربية المتخصصة، التي تعمل في هذا القطاع من خلال تكوين مستخدميها في ميادين السلامة والفعالية التقنية واحترام القوانين". واتصلت "المغربية" بنائب عمدة مدينة الرباط، عبد المنعم مدني، المسؤول عن هذا الملف، لمعرفة رأي المجلس الجماعي حول تفويت أنشطة شركة فيوليا الخاصة بتوزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل بالمغرب لصندوق الاستثمار البريطاني "أكتيس"، إلا أن الأمر تعذر، لأنه كان في مهمة خارج المغرب.