في ضربة موجعة للعلاقات الاقتصادية المغربية الفرنسية، أعلنت شركة «فيوليا»، أمس الجمعة، انسحابها النهائي من المغرب، بعد تفويت استثماراتها في المغرب إلى الصندوق الاستثماري البريطاني «أكتيس» في صفقة تقدر قيمتها بحوالي 370 مليون أورو. وتأتي هذه الخطوة، قبل أيام قليلة من زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى المغرب، لتعلن نهاية فصل من العلاقات المتوترة بين المجموعة الفرنسية وعدد من الجماعات التي كانت تشرف فيها على التدبير المفوض لقطاعات الماء والكهرباء والتطهير السائل، فاسحة بذلك المجال للصندوق الاستثماري «أكتيس» الذي يرغب في تعزيز استثماراته في إفريقيا. وأوضحت الشركة، في بلاغ لها، أن «هذه العملية ستساعد في خفض ديون المجموعة الفرنسية الأم بحوالي 88 مليون أورو خلال السنة الجارية»، مشيرة إلى أنها تندرج في إطار استراتيجية لإعادة التموقع الجغرافي لفروع الشركة، والتركيز على الأنشطة ذات القيمة المضافة العالية. وأضافت الشركة أن إتمام هذه الصفقة يبقى رهينا بموافقة السلطات المغربية الوصية على القطاعات التي تستفيد «فيوليا» من تدبيرها المفوض، مشيرة إلى أنه تم إخبار هذه السلطات بشكل رسمي، في انتظار الحصول على التأشيرة النهائية خلال الأسابيع المقبلة. وأثار تدبير فروع شركة «فيوليا» في المغرب غضبا كبيرا لزبنائها في كل من الرباطوطنجة وتطوان، حيث احتج سكان طنجة وتطوان، مرارا، على فرع الشركة «أمانديس»، المكلفة بتدبير الكهرباء، بسبب الفواتير التي يعتبرها المواطنون «باهظة» مقارنة بالخدمات التي تقدمها الشركة لهم. وتكرر الأمر نفسه مع فرع الشركة «ريضال» بالرباط، الذي لم ينجح في إرضاء الزبناء بسبب غلاء الفواتير، كذلك، وضعف الخدمات.