ببذلة رياضية، وشعر تشده على شكل كعكة، ووجه دائري عريض، تعلوه ابتسامة ملء الفم، وضحكة من القلب، وبقامة قصيرة، مع قليل من الوزن الزائد، تطالعنا نجاة الكرعة، البطلة الأولمبية التي تألقت في عاصمة الضباب في رياضة رمي القرص. البطلة المغربية في رمي القرص نجاة الكرعة أبت نجاة الكرعة إلا أن تكسر القاعدة، وتثبت أنها على قدر كبير من التحدي، وأن ذوي الاحتياجات الخاصة يستطيعون بدورهم التألق في جميع الميادين، وأن الوقت حان للاهتمام بهم مثل حال الأسوياء، الذين رجعوا بخفي حنين، باستثناء الرياضي المتألق عبد العاطي إيكيدير، الذي جرى تصنيفه على أنه أفضل رياضي إلى جانب الكرعة. نجاة الكرعة هي ابتسامة طموحة، ونظرات تتطلع إلى رفع علم المغرب عاليا، وقامة قصيرة بوجه طفولي، وإعاقة لم تكن سوى دافع لإبراز الذات في فضاء الرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي أيضا غصّة من واقع الاحتراف في المغرب. اعتبرت نجاة الكرعة، البطلة الأولمبية المغربية في مسابقة رمي القرص، والمتوجة أفضل رياضية خلال هذه السنة، أن 8 مارس باعتباره يوما عالميا، هو عيد للمرأة المغربية أيضا، عيد للتألق أكثر في جميع المجالات، وقالت في تصريح ل"المغربية" إن "المرأة المغربية أصبحت ندا للرجل، باقتحامها كل المجالات، وإثبات قدرتها على القيام بالمهام نفسها التي ظلت تسند للرجل". بعد تحطيمها للرقم القياسي العالمي في رمي القرص (32.37) من خلال مشاركتها في الألعاب البارا أولمبية الأخيرة بلندن، صارت نجاة الكرعة وجها نسائيا متألقا بامتياز. وترى الكرعة أنه لا فرق بين رجل وامرأة سوى في التحدي، الذي كان دافعها الأول والأخير، وتعتبر أن المرأة صارت منافسة قوية للرجل في الميدان الرياضي. برزت المرأة، تقول الكرعة ل"المغربية"، في شتى المجالات، سواء في الرياضة، أو السياسة، أو في الفن، أو تحت قبة البرلمان، فالمرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع، لذا فهي تستحق يوما للاحتفال بعطائها الذي لا ينضب، وكأنها تغتنم مناسبة 8 مارس للإحالة أيضا، على اليوم الوطني للمرأة المغربية، الذي يصادف يوم عاشر أكتوبر من كل سنة. لا تطالب الكرعة بشيء في هذا اليوم المميز (8 مارس) سوى الاهتمام بالمرأة القروية، التي وصفتها بالمكافحة والمناضلة، التي تكد وتشقى في المداشر وفي أعالي الجبال من أجل أبنائها، فهل هناك عطاء مثل عطائها؟ تتساءل نجاة الكرعة. 8 مارس فرصة ذهبية للتذكير بمطالب المرأة ذات الاحتياجات الخاصة، لأنها قادرة على إبراز مواهبها إلى الوجود، وتحقيق طموحاتها، بشكل منصف مع الأسوياء. كما أنه فرصة للاهتمام بالمرأة المغربية عموما، وفتح جميع المجالات أمامها، لكي تبدع أكثر، ولمساعدتها على وضع بصمتها الخاصة في المجتمع المغربي، حسب ما قالته الكرعة ل"المغربية". هذه البطلة الأولمبية التي تزن ذهبا تتمنى أن تمثل المرأة المغربية أحسن تمثيل، وأن يرزقها الله بأبناء، وقالت إنها لن تفرض عليهم احتراف الرياضة، لأن ذلك يبقى اختيارهم.