لم يعد مطلب سائقي السيارات في الدارالبيضاء هو إلغاء شركة "الصابو"، التي أثارت، منذ إحداثها جدلا واسعا بين السلطات المحلية والمواطنين (كرتوش) بل أصبح همهم حاليا هو إصلاح العدادات، التي تستنزف جيوبهم عند توقيف عرباتهم على جنبات الشوارع والأزقة، بمعدل درهمين لكل ساعة. عندما يركن أحدهم عربته في الأماكن التي تشرف عليها الشركة المذكورة، ويقصد العدّاد الآلي لدفع ثمن التذكرة، يصطدم بعدم مرونة الآلة في تحصيل النقود، خصوصا الدراهم، فيكرر العملية أكثر من مرة دون نتيجة، أو يصادف وجودها خارج الخدمة، وقد يستغرق بحثه عن عداد بديل أو البحث عن القطع النقدية الملائمة وقتا يدفع مراقبي الشركة يسارعون إلى عقل السيارة، بوضع ما يسمى ب"الصابو" على إحدى عجلاتها، ثم تغريم صاحبها 30 درهما. إن أكثر ما أصبح يزعج السائقين في الدارالبيضاء ليس تفويت جل الشوارع الرئيسية لتلك الشركة الإسبانية، بل الأنظمة الآلية المستعملة، التي لا تستجيب لمعايير المرونة والسرعة في استخلاص النقود، والمثير هو أن عناء سؤال العاملين بالشركة عن سبب المشكلة، لا يقابله جواب مقنع. لقد أصبح ضروريا إيجاد حل لهذه المشكلة، لأن الأشخاص الذين يضطرون إلى ركن سياراتهم من أجل قضاء بعض مآربهم المستعجلة، إدارية أو تجارية، ليس لديهم الوقت والصبر الكافيين لتحمل الإزعاج الذي تسببه لهم العدادات. ويتفاقم الوضع عندما يتعلق الأمر ببعض أماكن توقيف السيارات القريبة من المستشفيات والمصحات، إذ يكون المواطن في عجلة من أمره، وغالبا ما يغامر بترك سيارته دون استخلاص تذكرة التوقف، ما يتسبب في "اعتقالها" وتغريم صاحبها مبلغ 30 درهما. في عدد من مدن العالم، ابتكرت شركات تدبير مواقف السيارات نظاما آليا متكاملا لتنظيم عمليات انتظار السيارات، ومن أبرز مزايا هذا النظام، أن سائق السيارة يستطيع دفع ثمن الانتظار ليس نقداً فقط، بل باستخدام أكثر من 14 وسيلة مختلفة، بما في ذلك الهاتف المحمول. في الأماكن التي تعاني مشاكل "الباركينغ"، يضطر السائقون إلى ترك أعمالهم مسرعين نحو سياراتهم ليجددوا فاتورة الانتظار، وربما يتأخر أحدهم قليلا فتسجل ضده مخالفة، لكن، بفضل هذه الأنظمة، يستطيع أي مواطن، وهو يركن سيارته أن يسجل رقم هاتفه المحمول وبطاقته الائتمانية، ولن يتعين عليه أن يشعر بأي قلق وهو يتجول في المتاجر الكبرى أو يحضر اجتماعا مهما، لأنه سيحصل على إشعار قبل انتهاء الوقت المخصص للتوقف، وعندها، سيكون عليه أن يرجع فورا إلى سيارته، أو أن يجدد فترة الانتظار، بمجرد الضغط على أحد أزرار الهاتف.