كشف المؤتمر الثاني لمجموعة الدراسة والبحث في أمراض سرطان الرئة، الذي انعقد نهاية الأسبوع الماضي بمراكش، أن سرطان الرئة يهدد الرجال في المغرب، إذ يشكل أول مرض سرطاني ينتشر بينهم. ويشكل الداء 20 في المائة من أنواع السرطانات المسجلة لدى الرجال المغاربة، إذ يصيب 7 رجال مقابل إصابة امرأة واحدة، أغلبهم من المتراوحة أعمارهم بين 50 و70 سنة. وقال البروفيسور علي الطاهري، الاختصاصي في علاج سرطانات الرئة، في تصريح ل"المغربية"، إن سبعة آلاف إصابة جديدة بسرطان الرئة تسجل سنويا، من بين 35 ألف إصابة بالسرطان على الصعيد الوطني. وأوضح الطاهري، الذي يشغل منصب الكاتب العام للجمعية المغربية لأمراض السرطان، أن 90 في المائة من سرطانات الرئة المسجلة في المغرب لها صلة باستهلاك الكحول والتدخين، مشددا على ضرورة تفعيل القوانين الزجرية لمنع التدخين في الأماكن العمومية، لخطورة التعرض للتدخين السلبي، واستنادا إلى أن وقف التدخين يخفض احتمالات الإصابة بالداء إلى 50 في المائة. وأوضح الطاهري أن الاكتشاف المتأخر للإصابة بسرطان الرئة يحوله إلى مرض قاتل، ويخفض الأمل في الحياة إلى ما بين سنة ونصف إلى سنتين، بعد أن يكون المرض انتشر إلى أعضاء أخرى، وظهور "ولسيس" في الرئة. مقابل ذلك، أبرز الطاهري توفر المغرب على جميع العلاجات الطبية والكيماوية والتقنيات التي تتيح علاج سرطان الرئة، سيما مع جهود جمعية للاسلمى لمحاربة السرطان لتوفير الأدوية، حتى باهضة الثمن منها، ومع إعمال نظام التغطية الصحية ونظام "الراميد"، إلا أن المرضى يواجهون صعوبات في الاستفادة من جهاز رصد الورم السرطاني ومواطنه في الأعضاء، لكلفته المرتفعة التي تصل إلى 13 ألف درهم، وعدم إدراجه ضمن الوسائل العلاجية المعوض عنها. وأشار الطاهري إلى أن المؤتمر الثاني لمجموعة الدراسة والبحث في أمراض سرطان الرئة أتاح فرصة التعرف على خبرة اختصاصيين دوليين، كإمكانية إخضاع المصاب في مرحلة متقدمة من المرض للجراحة، وتبادل المعلومات حول التقنيات المتاحة للتشخيص المبكر والتقنيات العلاجيات السريعة. يشار إلى أن أشغال المؤتمر المذكور حضرها اختصاصيون مغاربة ودوليون، وقدمت حصيلة جديد التشخيص والعلاج لهذا الصنف من الأمراض، إلى جانب تقاسم الخبرة والإجماع على تطوير التكوين المستمر، من خلال أشغال المجلس العلمي المحدث منذ سنتين للبت في ملفات المصابين بالسرطان، من قبل أطباء الرئة وأطباء الأورام، ومختصين في الفحص النسيجي، وجميع المتخصصين المنتمين إلى حلقة العلاج السرطاني.