طالبت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أمس الأحد، كل أبناء الشعب الفلسطيني بتصعيد المقاومة الشعبية في كل مكان مع الاحتلال، داعية إلى مشاركة جماهيرية حاشدة خلال تشييع الشهيد عرفات جردات الذي توفي أول أمس السبت في سجن عسكري إسرائيلي. حركة احتجاجية سابقة في فلسطين للمطالبة بتحرير الأسرى في سجون الاحتلال ودعت حركة (فتح) في بيان صدر عن مفوضية التعبئة والتنظيم أمس الأحد٬ العالم إلى "إجبار الاحتلال على فتح السجون للوقوف على حقيقة التعامل الإسرائيلي اللاإنساني مع أسرى شعبنا الباسلين". وشددت على "وجوب الإفراج عنهم وأن إسرائيل لن تجد مدخلا للسلام مع الشعب الفلسطيني إلا بالإفراج عن الأسرى ووقف التعامل المخالف للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة"، كما جددت المطالبة بتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة على الأسرى. وقال بيان الحركة "إن سياسة الاعتقالات الإسرائيلية لا تستند إلى منطق عقابي بل إلى عقلية انتقامية لا تجدي نفعا للظالمين"، مشيرا إلى أن "(فتح) قدمت عشرات آلاف الأسرى ولم يردع مناضليها كل الاضطهاد الإسرائيلي الذي يفرغ مجتمع الاحتلال من أي منظومة أخلاقية صالحة لكسب العضوية في محافل الدول التي تحترم كرامة الإنسان". وجددت (فتح) معاهدة الشعب الفلسطيني على استمرار الكفاح، وتسخير كل جهد ممكن لإنقاذ الأسرى وقضيتهم من النسيان سعيا إلى الإفراج عنهم، محذرة في الوقت ذاته من محاولات الاحتلال المبيتة والمدروسة بدم بارد لتوتير الوضع عشية زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة. وكان الشهيد جرادات (30 عاما) وهو من سكان الخليل جنوب الضفة الغربية توفي مساء أول أمس السبت في سجن مجدو، بعد 6 أيام من اعتقاله إثر إصابته بأزمة قلبية حادة. من جهة أخرى، قرر حوالي ثلاثة آلاف معتقل فلسطيني في إسرائيل خوض إضراب عن الطعام٬ أمس الأحد٬ احتجاجا على وفاة جرادات، بينما تقرر تنظيم تجمعات احتجاجية جديدة في الضفة الغربيةالمحتلة. وقال الناطق باسم إدارة السجون الإسرائيلية، سيفان وايزمن، لوكالة (فرانس برس) إن "حوالي ثلاثة آلاف معتقل أعلنوا أنهم سيرفضون الوجبات الغذائية"٬ موضحا أن الأمر يتعلق "بوجبات الطعام الثلاث أمس". وعنونت صحيفة "إسرائيل هايوم"، القريبة من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "احذروا أعمال الشغب"٬ مشيرة إلى "توتر داخل إدارة أجهزة الأمن التي تخشى حدوث اضطرابات وصدامات" بعد وفاة المعتقل الفلسطيني٬ في وقت أكدت صحيفة "معاريف" أن الجهاز الأمني بأكمله وخصوصا إدارات السجون في حالة تأهب. وكان الفلسطينيون حملوا، أول أمس السبت، إسرائيل مسؤولية وفاة المعتقل الفلسطينيعرفات جرادات التي عزتها أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى "وعكة صحية". وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أنه "صدم" بوفاة جرادات، مطالبا السلطات الإسرائيلية بكشف "الأسباب الحقيقية" التي أدت إلى وفاته. ومن جانبه٬ أوضح نادي الأسير الفلسطيني أن جرادات اعتقل في الثامن عشر من فبراير٬ من بلدة سعير قرب الخليل بتهمة انتمائه إلى كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح.