أعلنت سلطات الاحتلال الصهيوني، أمس، عن رفع حالة التأهب في الضفة الغربيةالمحتلة، تحسبا لمواجهات عقب استشهاد الأسير عرفات شاهين جرادات (30 عامًا) في سجن مجدو الصهيوني مساء أول أمس في أحد مراكز التحقيق الصهيونية. فيما حمّل الفلسطينيون حكومة الكيان المسؤولية الكاملة عن وفاته، وطالبت السلطة الفلسطينية بتشكيل لجنة تحقيق للكشف عن ملابسات استشهاد الأسير عرفات، في وقت ارتفع عدد الأسرى المضربين عن الطعام إلى أحد عشر أسيراً بعد انضمام سبعة أسرى جدد. وذكر «المركز الفلسطيني للإعلام» عن مصادر صهيونية قولها إن رئيس أركان جيش الاحتلال «بيني غانتس» أصدر تعليماته إلى قادة الجيش في مناطق الضفة الغربية، باستكمال كافة الاستعدادات الضرورية تحسبا لاستمرار المظاهرات والاحتجاجات، واندلاع انتفاضة جديدة يقوم بها الفلسطينيون, وتدهور الأوضاع أمنيًا في الضفة الغربية، وذلك على خلفية استشهاد أسير فلسطيني من الخليل في سجن مجدو، واستمرار عدد من الأسرى في الإضراب عن الطعام منذ أكثر من 217 يومًا. وسيشارك كبار ضباط الجيش هذا الأسبوع في اجتماع خاص لدراسة كافة السيناريوهات المحتملة في الأراضي الفلسطينية والخطط التي أعدت للتعامل معها. وحذرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، من تدهور الأوضاع الأمنية مع تصاعد المواجهات في مناطق مختلفة من المناطق الفلسطينية. ونقلت عن مصادر أمنية صهيونية قولها: «إن السلطة الفلسطينية لن تسمح بتصعيد الموقف قبل زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المقررة لإسرائيل ورام الله الشهر القادم». وفي السياق ذاته؛ قالت صحيفة «هآرتس»: إن المسؤولين في «إسرائيل» مقتنعون بأن المنطقة على أبواب «انتفاضة جديدة» نتيجة الأحداث المتراكمة، والمواجهات العنيفة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، وفق ما نقل عنها «المركز الفلسطيني للإعلام». «حماس» تندد وتدعو لحماية الأسرى وحمّلت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن وفاة الأسير الفلسطيني عرفات جرادات، نتيجة الإهمال الطبي المتعمّد والظروف القاسية والمعاملة غير الإنسانية التي يتعرّض لها الأسرى الفلسطينيون في سجونه، مؤكّدة أنَّ وفاة جرادات «تكشف مدى بشاعة الاحتلال وحجم جرائمه الممنهجة ضد أسرانا الأبطال». وقالت في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي: «إنّنا إذ نحذر الاحتلال الصهيوني من مغبّة الاستمرار في اعتداءاته ضد الأسرى، فإنَّنا ندعو المؤسسات الحقوقية والإنسانية ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى تحمّل مسؤولياتهم في حماية الأسرى الفلسطينيين الذين يتعرّضون يومياً للموت البطيء نتيجة الانتهاكات المستمرة ضدهم، وإلى الضغط على الاحتلال للإفراج الفوري عنهم. وقد استشهد الأسير الفلسطيني الموقوف من بلدة سعير قضاء الخليل بجنوب الضفة الغربية، في سجن مجدو الصهيوني، وذلك بعد ستة أيام فقط على اعتقاله، ويومين على نقله إلى مركز تحقيق الجلمة، حيث أكدت عائلة الشهيد أنه قتل جراء التعذيب. الأسرى يضربون عن الطعام في غضون ذلك، أعلن الأسرى في كافة سجون الاحتلال الصهيوني، أمس، الإضراب الشامل عن الطعام حدادًا على روح الشهيد الأسير عرفات جرادات. فقد شرع كافة الأسرى في سجون الاحتلال، منذ ساعات صباح أمس، بخوض الإضراب الشامل وأرجعوا وجبات الطعام حدادا على استشهاد الأسير الفلسطيني من سكان مدينة الخليل بجنوب الضفة الغربية بعد اعتقاله بستة أيام، وتنديدًا «بسياسة الاحتلال القمعية المتصاعدة بحق الأسرى». من جانبها؛ قالت النسخة الإلكترونية لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: إن أكثر من ثلاثة آلاف أسير فلسطيني أبلغوا إدارة السجون رفضهم استقبال وجبات الطعام، والبدء بإضراب عن الطعام. وأضافت أن الأسرى الفلسطينيين في معتقل «مجدو» قرعوا أبواب الغرف والزنازين أول أمس وألقوا بالمواد الموجودة داخل الغرف إلى الممرات اتجاه السجانين. ويفتح استشهاد الأسير جرادات الباب واسعاً لتصعيد الاحتجاجات والتحركات الشعبية الفلسطينية دعماً للأسرى في سجون الاحتلال، في وقت شهدت سجون الاحتلال حالة من التوتر الشديد في ظل رفض الاحتلال الإفراج عن عدد من الأسرى المضربين عن الطعام، والذين تجاوز بعضهم المائتي يوم وهم سامر العيساوي وأيمن الشراونة وجعفر عز الدين وطارق قعدان، وانضم إليهم سبعة أسرى جدد. وذكر نادي الأسير أن عدد المعتقلين المضربين عن الطعام ارتفع إلى 11 مع انضمام سبعة معتقلين إلى أربعة آخرين مضربين عن الطعام منذ مدة طويلة. وأفاد أن أغلبية المضربين عن الطعام الجدد انضموا للإضراب تضامناً مع الأربعة السابقين، في حين أن اثنين شرعا في الإضراب احتجاجاً على اعتقالهما الإداري. وقدم نادي الأسير قائمة بأسماء المضربين الجدد، وهم “أيمن صقر وأيمن دار أيوب وسفيان ربيع وحازم الطويل وفادي وشحة ويونس الحروب ومني قعدان" . وقالت أماني سراحنة انه لم يعرف بعد تاريخ بدء كل منهم إضرابه عن الطعام. قراقع: «إسرائيل» تتصرف كعصابة من جهتها، حملت السلطة الفلسطينية، مساء أول أمس، الحكومة الصهيونية المسؤولية الكاملة عن وفاة جرادات، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق للكشف عن ملابسات استشهاده، في وقت ارتفع عد الأسرى المضربين عن الطعام إلى أحد عشر أسيراً بعد انضمام سبعة أسرى جدد. وأكد وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أن “الشاب عرفات جرادات معتقل منذ أيام، وتم قتله أثناء التحقيق معه، مطالباً بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في سبب وفاته". وأكد قراقع أن “إسرائيل" “بلا أخلاق تتصرف كعصابة وبفساد قانوني وإنساني منقطع النظير". وقال رداً على إمعان حكومة الكيانبتقديم الأسير سامر العيساوي إلى محكمة عسكرية تحت حجة مخالفة شروط الإفراج عنه “إن ذلك سابقة قضائية لم تحدث في أي زمن حتى في زمن العصور الوسطى". ووصف الأسير الفلسطيني عوض الصعيدي (35 عاماً) المعزول بجانب زنزانة الأسير أيمن الشراونة المضرب عن الطعام في سجن بئر السبع “إيلا" أن هذه الأيام الأكثر صعوبة عليه وعلى الأسير الشراونة. وأضاف لمحامي نادي الأسير يوسف متيا أثناء زيارته أنه لا ينام طوال الليل من شدة خوفه على الأسير الشراونة ويحاول بكل الطرق التأكد من أن أيمن ما زال بخير وحياً بالطرق على جدران زنزانته خصوصاً بعد التدهور الخطر الذي طرأ عليه عقب نقله إلى جلسة المحكمة الأخيرة. بدوره، قال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في غزة، طاهر النونو، إن “جرادات توفي بسبب الظروف غير الإنسانية التي يعاني منها الأسرى في سجون الاحتلال". وطالب بمحاكمة “إسرائيل" على هذه الجريمة. الضفة تشتعل وواصلت الضفة الفلسطينية اشتعالها في وجه الاحتلال، حيث شهدت مناطق متفرقة مواجهات سقط فيها عدد من الجرحى. ففي نابلس، أصيب سبعة فلسطينيين بجروح برصاص جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين هاجموا قرية قصرة جنوب شرقي نابلس، بعد وقت قليل من تخريب حقول تعود لمواطنيها. وأصيب أربعة فلسطينيين بجروح وصفت جروح اثنين منهم بالخطيرة خلال مواجهات اندلعت في قرية عابود شمال مدينة رام الله. وفي الخليل اعتدى مستوطنون وقوات الاحتلال على عدد من المزارعين الفلسطينيين أثناء توجههم لفلاحة أرضهم في منطقة سوسيا جنوبالمدينة. وقال فؤاد الشمسطي أحد أصحاب الأرض إنهم فوجئوا عند توجههم إلى أرضهم ككل يوم سبت بتواجد مجموعة من المستوطنين تقوم برعاية الأغنام في أراضيهم المزروعة باللوزيات، وعندما حاولوا دخول الأرض اعتدى عليهم المستوطنون بالضرب وأطلقوا الكلاب صوبهم ما أثار الرعب لدى الأطفال والنساء وأخذوا بالصراخ، ولم تتدخل قوات الاحتلال التي حضرت إلى المكان إلا عندما شرع الأهالي بالدفاع عن انفسهم وإلقاء الحجارة.