تشهد مدينة عدن٬ جنوب اليمن٬ أعمال عنف واشتباكات مسلحة بين قوات الأمن وأنصار (الحراك الجنوبي) الذين قاموا، أول أمس السبت، بإغلاق المحلات التجارية وقطعوا الطرقات وأحرقوا إطارات السيارات٬ احتجاجا على سقوط قتلى في صفوفهم الخميس الماضي. المظاهرات تزامنت مع زيارة غير مفاجئة للرئيس إلى عدن وأفادت تقارير إعلامية٬ نشرت أمس الأحد٬ بأن متظاهرين ينتمون ل(الحراك الجنوبي) قطعوا أول أمس الطرقات في منطقة المنصورة والشيخ عثمان٬ بمحافظة عدن كما أرغموا بعض التجار على الاستجابة للعصيان المدني وإغلاق مجالهم. وأضافت أن مواجهات عنيفة اندلعت، أمس الأحد أيضا، في مناطق "غيل باوزير والشح" بمدينة (المكلا) بين متظاهرين من أنصار (الحراك الجنوبي) وقوات الأمن٬ مبرزة أن عناصر من الحراك "اعتدوا على أصحاب المحلات التجارية من أبناء المحافظات الشمالية في منطقة "عتق" عاصمة محافظة (سبوة)". ونقلت المصادر ذاتها عن القيادي في (الحراك الجنوبي) لطفي الشطارة قوله إن سبب عصيان أنصار تنظيمه هو "غضبهم الشديد من السلطات المحلية٬ احتجاجا على ما وصفوه بمجزرة 21 فبراير التي راح ضحيتها عدد من رفاقنا". وكان 6 من عناصر الحراك لقوا مصرعهم الخميس الماضي في اشتباكات مع قوات الأمن في عدن. يشار إلى أن (الحراك الجنوبي) يشهد انقساما إزاء المشاركة في الحوار الوطني الذي كان محددا في منتصف شهر نونبر الماضي، لكنه تأجل إلى شهر مارس المقبل. وتأتي أعمال العنف هذه٬ تزامنا مع زيارة غير مقررة مسبقا للرئيس عبد ربه منصور هادي، أول أمس، إلى مدينة عدن٬ للاطلاع عن كتب على الأوضاع في عاصمة الشطر الجنوبي للبلاد. وقال مصدر من الرئاسة اليمنية٬ في تصريح صحفي٬ إن هادي وصل أول أمس إلى عدن للاطلاع عن كتب على الأوضاع بعاصمة الجنوب التي تشهد أعمال عنف واشتباكات بين قوات الأمن وعناصر من أنصار (الحراك الجنوبي) أدت إلى مقتل وإصابة عدد من نشطاء الحراك وإصابة بعض الجنود الحكوميين. من جهتها٬ قالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إن زيارة هادي لمحافظة عدن "تفقدية" يطمئن خلالها على سير الأداء في مختلف المستويات الإدارية والتنموية والاقتصادية. وأشارت إلى أن هادي سيلتقي "بقيادة السلطة المحلية والمسؤولين في المجلس المحلي ومدراء عموم المكاتب التنفيذية والقيادات الأمنية والعسكرية لتدارس قضايا تنفيذ المهام على مختلف الأصعدة". وصادف الخميس الماضي (21 فبراير) الذكرى الأولى لانتخاب هادي لفترة انتقالية من عامين بموجب اتفاق بشأن رحيل الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد ثورة شعبية ضد نظامه استمرت لأكثر من عام. وكان الرئيس اليمني ندد بالدعوة إلى العمل المسلح الذي اعتبره مسيئا لقضية الجنوب، في إشارة إلى القيادي الجنوبي علي سالم البيض الذي يعيش في المنفى٬ ويرفض المشاركة في الحوار الوطني. من جهة أخرى٬ حثت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية٬ الحكومة اليمنية على اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة انتهاكات حقوق الإنسان٬ التي تقول إنها تحدث منذ الانتفاضة التي شهدها اليمن عام 2011. ودعت المنظمة٬ في بيان أصدرته أول أمس السبت٬ السلطات اليمنية إلى التحقيق في مقتل محتجين٬ لقوا حتفهم في اشتباكات مع قوات الأمن في عدن الخميس الأخير. وقالت "هيومان رايتس ووتش" إن الرئيس عبد ربه منصور هادي "لم يف بتعهداته بتشكيل لجنة للتحقيق في جرائم تتعلق بحقوق الإنسان خلال الانتفاضة".