الكل في إقليمإفران يعاني، في هذا الفصل، انخفاضا شديدا في درجات الحرارة، غير أن هذه المعاناة تتفاقم كلما توغلت داخل قرى الإقليم نساء استفدن من مشروع لإنتاج الزرابي بزاوية إفران (خاص) حيث يتحالف البرد القارس مع المرض وغياب البنيات التحتية والمراكز الصحية، ليحول حياة السكان إلى كابوس، يريدون الاستيقاظ منه في أقرب فرصة. غير أن حلم تحسين مستوى المعيشة وتقريب الخدمات الصحية من السكان، الذي لم يراودهم قط، بدأت بعض صوره تتحقق على أرض الواقع من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي رصدت مبالغ مالية مهمة لتحسين فرص الولوج إلى الخدمات الأساسية. جاء الذين يعانون القصور الكلوي على رأس المستفيدين من برامج المبادرة، بعد تشييد المركز الإقليمي لتصفية الدم بمدينة أزرو، في فاتح شتنبر 2010. ويستقبل المركز٬ الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 18 مريضا، يشرف على علاجهم طاقم طبي يتكون من سبعة أطباء٬ جميع المرضى من مختلف مناطق إقليمإفران. وقال محامدي علوي هشام، طبيب بمركز تصفية الدم بأزرو، إن القيمة المضافة لهذا المركز هي أنه قرب خدمة تصفية الدم من المرضى، وجنبهم عناء التنقل لمسافات طويلة، خاصة في فصل الشتاء. وأوضح الطبيب، في تصريح ل"المغربية"، أن القاعة المخصصة لمرضى القصور الكلوي توجد بها 9 أسرة، في حين، يوجد في قاعة أخرى مخصصة لمرضى القصور الكلوي الحاد سرير واحد. خدمة أخرى استفاد منها سكان أزرو، هي المركب الاجتماعي والتربوي والرياضي، الذي يضم "دار التضامن" للأشخاص المسنين، و"دار الأمان" للأطفال في وضعية صعبة، و"دار الشباب"٬ والذي تشرف على تسييره الجمعية الإقليمية للأعمال الاجتماعية والخيرية. ويستفيد من خدمات "دار التضامن" للأشخاص المسنين حوالي 31 شخصا (14 امرأة، و17 رجلا)، أما "دار الأمان" فيستفيد من خدماتها حوالي 28 طفلا في وضعية صعبة، تتراوح أعمارهم بين ثلاث و17 سنة. وتصل الطاقة الاستيعابية لهذا المركب٬ الذي شيد سنة 2008، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على مساحة 800 متر مربع٬ حوالي 180 مستفيدا٬ ويضم مرافق عدة، منها ملعب متعدد الرياضات، وفضاء للإعلاميات والتنشيط التربوي، وقاعات للعلاجات والتكوين. سكان الجماعة القروية واد إفران، كان لهم نصيب من هذه المشاريع، إذ استفادت 16 امرأة من خدمات مقر يحتضن أنشطة مدرة للدخل في مجال إنتاج الزرابي، وتندرج في إطار إنعاش السياحة القروية بالمنطقة. وفي الجماعة القروية سيدي المخفي، استفادت 26 طفلة من مشروع "دار الطالبة"، الذي بدأ في تقديم خدماته، ابتداء من سنة 2006. وبلغت القيمة المالية لإنجاز المشروع أزيد من مليون درهم. وفي زاوية إفران، استفادت 10 نساء من مشروع لنسج الزرابي، الذي يساهم في الحفاظ على التراث المغربي. وجاء الوقوف على هذه المشاريع، خلال زيارة لبعض المشاريع التنموية المنجزة في إطار المبادرة بمدينة أزرو، من طرف وفد يضم ممثلين عن الصحافة المحلية والوطنية، وأعضاء من اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليمإفران٬ أول أمس الخميس. وتندرج هذه الزيارة٬ التي أشرفت عليها العامل المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية نديرة الكرماعي٬ في إطار الدورة 15 للخميس الإعلامي للمبادرة، التي نظمت الأربعاء الماضي في مقر عمالة إفران، حول موضوع "تحسين فرص الولوج إلى الخدمات الأساسية". يشار إلى أن عدد المشاريع، المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وصل، خلال الفترة 2005 و2010، إلى 325 مشروعا، بقيمة مالية قدرت بحوالي 105 ملايين درهم، 37 مليونا و146 ألف درهم ساهمت بها المبادرة الوطنية، بينما بلغت مساهمة باقي الشركاء حوالي 64 مليون درهم. وبلغ عدد المستفيدين من هذه المشاريع 25 ألفا و299 شخصا.