بدأت صباح اليوم الأربعاء بالقاهرة أشغال القمة الإسلامية العادية في دورتها ال 12 على مستوى القادة تحت شعار "العالم الإسلامي .. تحديات جديدة وفرص متنامية". ويمثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذه القمة رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران. وسينكب قادة العالم الاسلامي على مدى يومين على بحث سبل التعامل مع المتطلبات الجديدة التي تبرز كل يوم سواء في المجالين السياسي أو الاقتصادي٬ وبحث القضايا المتعلقة بالأمن والسلم واحتواء الصراعات المحلية أو حصرها داخل الحدود الإقليمية للبلدان المتضررة. ومن المنتظر أن تؤكد القمة على الطابع المركزي للقضية الفلسطينيةوالقدس الشريف بالنسبة للأمة الاسلامية وتبحث إمكانية الضغط لحمل إسرائيل على وقف المخططات الاستيطانية وسياسات التهويد في القدسالشرقية وأيضا سبل استثمار قبول عضوية فلسطين كمراقب في المنتظم الأممي للحصول على الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني. وعلى الصعيد الإقتصادي سيناقش قادة العالم الإسلامي التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة بسبب الأزمات المالية والاقتصادية والغذائية العالمية المتعاقبة والتي بلغت ذروتها خلال السنوات الخمس الماضية وهو ما يتطلب مضاعفة الجهود لزيادة التعاون البيني في إطار المنظمة من أجل الحد من أثر هذا الوضع. كما تبحث القمة مجموعة من الاستراتيجيات لدعم المجتمعات والأقليات المسلمة لتعزيز التواصل مع هذه الاقليات وحكومات البلدان التي تعيش فيها وحشد الدعم لها من مؤسسات منظمة التعاون الإسلامي. ويتضمن جدول أعمال القمة ستة بنود أساسية هي القضية الفلسطينية والوضع في العالم الإسلامي وازدراء الأديان ومكافحة ما يسمى بالإسلاموفوبيا والتعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي وسبل تطوير التعاون العلمي والتكنولوجي بين الدول الإسلامية. وستنكب القمة بهذا الخصوص على بحث استثمار الفرص الهائلة للدول الأعضاء من خلال حشد الإرادة السياسية الحقيقية اللازمة والعمل على زيادة التعاون البيني في مجالات بالغة الأهمية مثل التجارة والزراعة والتمويل خاصة وان الموارد البشرية والمادية والطبيعية تتيح لهذه البلدان فرصا ضخمة للتنمية والتقدم كما ستستعرض القمة الجهود التي تبذلها لجنة القدس تحت رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس وكذا جهود بيت مال القدس الشريف في الدفاع عن هوية المدينة المقدسة والوقوف في وجه مخططات طمس معالمها الإسلامية والتاريخية وتهويدها. ويتضمن جدول اعمال القمة أيضا بندا حول مواجهة الاسلاموفيبيا ومناقشة تصورات جديدة لإقناع العالم بسماحة الاسلام وبحث الرفع من مستوى التعاون بين دول المنظمة في المجالات الاقتصادية علاوة على بحث بؤر التوتر داخل دول المنظمة. وبالإضافة إلى القضية الفلسطينية التي تعد بندا ثابتا في جميع اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي٬ ستناقش القمة فيما يخص الوضع في العالم الإسلامي الأزمة السورية والصراع في مالي وقضايا الصومال وأفغانستان والسودان والأوضاع في جامو وكشمير. وسيصدر في ختام أعمال هذه القمة بيان ختامي (إعلان القاهرة) يستعرض ما توافق عليه القادة من قرارات مهمة بشأن مختلف المسائل المطروحة٬ ومن المنتظر أن يتضمن بنودا تتعلق بالتجمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء ومكافحة الإرهاب ومكافحة انتشار السلاح وحقوق الإنسان والتنسيق بين الدول الأعضاء بخصوص أنماط تصويت الدول الإسلامية في المنظمات الدولية. ووجهت منظمة التعاون الإسلامي لدول ومنظمات خارج هذا التجمع الاسلامي دعوة لحضور المؤتمر منها خمس دول ستحضر بصفة مراقب هي تايلاند وروسيا وقبرص والبوسنة والهرسك وجبهة تحرير مورو علاوة على منظمة الأممالمتحدة وحركة عدم الإنحياز والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الاقتصادي والممثل الأعلى لتحالف الحضارات ومبعوث كل من أمريكا وأستراليا وفرنسا ورئيس البرلمان العربي ومجلس مسلمي بريطانيا ورئيس وزراء كوسوفو.