أكد سفير دولة فلسطين بالمغرب٬ أحمد حسن صبح٬ أن اجتماع لجنة القدس٬ برئاسة جلالة الملك محمد السادس رئيس اللجنة٬ المرتقب خلال الأسابيع المقبلة بالمغرب٬ سيشكل ضغطا على المحتل الإسرائيلي ورسالة لنصرة أهل القدس ودعم صمودهم. وأعرب السفير الفلسطيني٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ عن الأمل في أن يتكلل التشاور حول انعقاد لجنة القدس٬ الذي قطع أشواطا٬ بالدعوة "قريبا" إلى هذا الاجتماع الرسمي للجنة. وكان جلالة الملك تلقى٬ أول أمس الأربعاء٬ اتصالا هاتفيا من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس٬ أعرب خلاله القائدان٬ بالخصوص٬ عن ارتياحهما لانعقاد اجتماع لجنة القدس برئاسة جلالة الملك خلال الأسابيع المقبلة بالمملكة. وبعد أن ذكر الدبلوماسي الفلسطيني بأن القدس تتعرض لهجمة إسرائيلية استيطانية غير مسبوقة٬ من حيث خطورتها على المدينة المقدسة٬ أكد أن وضع المدينة يتطلب حشد كافة الجهود الإسلامية والعربية لنصرة أهلها والدفاع عنها وعن مقدساتها٬ مبرزا٬ في هذا الصدد٬ أن جلالة الملك محمد السادس لم ينقطع أبدا عن التواصل ورعاية هذا الموضوع من خلال إشراف جلالته المباشر على عمل وكالة بيت مال القدس الشريف. وذكر أحمد حسن صبح٬ في هذا السياق٬ بأن جلالة الملك سبق ووجه رسائل إلى الفاعلين الدوليين وإلى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي وإلى قداسة البابا والاتحاد الأوروبي٬ بين فيها جلالته مخاطر ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس وما يشكله ذلك من خطر على السلام والتعايش الذي يسعى إليه الجميع من خلال حل دولتين تعيشان جنبا إلى جنب. وأضاف أن جلالة الملك يتابع، أيضا٬ من خلال وكالة بيت مال القدس الشريف التي تعد الذراع التنفيذي للجنة القدس٬ تنفيذ مشاريع ذات بعد اجتماعي تهم المواطن الفلسطيني في مجالات التعليم والصحة والشباب والرياضة والإسكان٬ مؤكدا أن كل هذه المشاريع تسجل باعتزاز للمغرب ولجلالة الملك. وبخصوص مدى مساهمة الاجتماع٬ الذي احتضنه المغرب أخيرا، وضم كافة الفصائل الفلسطينية٬ في رأب الصدع وإعادة اللحمة للصف الفلسطيني، ووضع حد للانقسام المستمر منذ سنة 2007 والذي لا يخدم القضية الفلسطينية٬ أعرب السفير الفلسطينيبالرباط عن الأمل في أن يجري طي "هذه الصفحة السوداء من الانقسام٬ الذي شكل فعلا عاملا سلبيا جدا خدم المحتل وأضر بالقضية الفلسطينية". وأكد أن الاجتماع٬ الذي عقد في المغرب٬ جاء ليدعم روح المصالحة الوطنية الفلسطينية ويعزز الدور الذي يضطلع به المغرب٬ الذي ما فتيء يعمل من أجل تحقيق هذه المصالحة ونصرة فلسطين والحقوق الفلسطينية٬ معتبرا هذا الاجتماع يشكل "إضافة نوعية للجهد الذي يبذله الأشقاء في مصر لإتمام المصالحة الفلسطينية". من جهة أخرى٬ أكد صبح أن هناك رغبة فلسطينية خاصة في الاستفادة من التجربة المغربية في مجال العدالة الانتقالية وجبر الضرر٬ معتبرا أن المصالحة إذا تمت دون تعويض الضحايا وجبر الضرر وتحقيق السلم المجتمعي بين من تضرر من الانقسام ستبقى "مصالحة ناقصة".