تنطلق، يومه السبت، أولى مواجهات النسخة التاسعة والعشرين من كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم التي تستضيفها جنوب إفريقيا من 19 يناير الحالي إلى 10 فبراير المقبل. ويلتقي خلالها منتخب البلد المنظم مع ظاهرة هذه الدورة الرأس الأخضر، الذي يحضر النهائيات لأول مرة في تاريخه، ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم أيضا المنتخب الوطني المغربي وأنغولا. وسيكون ملعب "سوكر سيتي" في سويتو، الذي يتسع ل 95 ألف متفرج جلوسا، مسرحا للمبارتين الافتتاحيتين وكذلك للمباراة النهائية. وتعول جنوب إفريقيا قبل كل شيء على الزخم الجماهيري الذي ساعدها على إحراز اللقب الوحيد على الملعب ذاته عام 1996 بفوزها على تونس في المباراة النهائية 2-صفر، ثم على نتائج اللقاءات السابقة مع المنتخبات الثلاثة في مجموعتها، التي كان فيها التفوق لمنتخب "البافانا بافانا"، الذي يأمل في الصعود مجددا إلى منصة التتويج في مشاركته الثامنة بالكان. لكن ذلك لن يحصل إلا بانطلاقة جيدة من المباراة الأولى، حيث ترجح التوقعات فوزه على منتخب الرأس الأخضر الذي لا يملك خبرة كبيرة على الصعيد الدولي. ويؤكد مدرب جنوب إفريقيا غوردون ايغسوند (56 عاما) أنه "عندما يجري اللاعبون في الملعب وهم يرون ويسمعون مئات الآلاف من أنصارهم ينفخون في آلة الفوفوزيلا، يصبح من الصعب جدا التغلب عليهم". ويضيف ايغسوند الذي لا يملك أي لاعب من طينة الكبار "إذا تجاوب اللاعبون مع ما يريده الجمهور واستمروا في موقف إيجابي فإننا سنذهب بعيدا حتى معانقة اللقب". ويتعين على ايغسوند ورجاله عدم نسيان أن منتخب الرأس الأخضر حقق مفاجأة من العيار الثقيل عندما أقصى نظيره الكاميروني العريق إفريقيا ودوليا بفوزه عليه 2-صفر ذهابا وخسارته أمامه 1-2 إيابا في الدور الثاني، بعد أن تخلص في الدور الأول من مدغشقر (3-1 و4-صفر). من جانبه، لا يستطيع مدرب الرأس الأخضر، الدولة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها نصف مليون نسمة، لويس انطونيس، نسيان ما حصل في التصفيات ويكرر دائما "ما زلت الآن لا أعرف كيف تغلبنا على الكاميرون. حلم أصبح حقيقة بأن نبلغ نهائيات أمم إفريقيا". ويخطط انطونيس لإسكات الأصوات التي تعتبر منتخبه "دخيلا" على النهائيات، ويقول "الضغط كله على جنوب إفريقيا خصوصا في المباراة الأولى. قدمنا إلى هنا لنقدم كرة قدم جيدة وإذا ما استطعنا تخطي الدور الأول سيكون مسارنا مشرفا في البطولة". ولم يخف غي راموس، مدافع فالفييك الهولندي، طموح زملائه الكبير بقوله "نلعب بشكل جيد كمجموعة متضامنة فكل واحد منا يعود لمساندة الدفاع وهذه إشارة جيدة. هذا المنتخب يعطينا الحق بأن نراهن كغيرنا من المشاركين". وباستثناء الحارس الاحتياطي ريلي، الوحيد الذي يلعب في الدوري المحلي، اختار انطونيس 22 لاعبا محترفين في أنغولا وقبرص وفرنسا ولوكسمبورغ وهولندا والبرتغال ورومانيا. ولم يكن منتخب جنوب إفريقيا مقنعا في مبارياته الاستعدادية فخسر أمام النروج صفر-1 وتعادل سلبا مع الجزائر، فيما بقي انطونيس ورجاله بعيدين عن الأضواء.