تنطلق مساء اليوم السبت في جنوب أفريقيا فعاليات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في نسختها 29 بمشاركة ستة عشر منتخبا تتقدمهم كوت ديفوار"ساحل العاج" المرشحة بامتياز لإحراز اللقب القاري الثاني في تاريخها بعد 1992. وتبدأ البطولة عند السادسة مساء بتوقيت جوهانسبورغ (الساعة 16 بتوقيت غرينيتش) بمباراة الافتتاح بين منتخب البلد المضيف "البافانا بافانا" والرأس الأخضر على ملعب "ناشيونال ستاديوم" (الملعب الوطني) بعاصمة جنوب أفريقيا. ثم تليها مواجهة واعدة قد تكون مصيرية بين منتخبي المغرب وأنغولا. الحياة في عاصمة جنوب أفريقيا تبدو عادية كغيرها من أيام السنة وكان الاتحاد الأفريقي قرر في مطلع العام 2012 تغيير نظام البطولة وإقامتها في السنوات الفردية اعتبارا من 2013 وذلك لتفادي تزامنها مع كأس العالم، التي تجري مرة في كل أربع سنوات. ولا يثير انطلاق كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، والتي تستضيفها بلاد نيلسون مانديلا للمرة الثانية في تاريخها بعد 1996، حماس الجنوب أفريقيين. فلا شيء في جوهانسبورغ، التي جبنا شوارعها الكبيرة والعريضة والجميلة صباح اليوم السبت، يشير إلى احتضان البلاد أكبر تظاهرة رياضية قارية. وبدت الحياة فيها عادية كغيرها من أيام السنة. وتساءل فيرديناد وهو سائق سيارة أجرة "كيف يتحمس الجنوب أفريقيون لهذا الحدث الرياضي وهم منشغلون أكثر بمعاناتهم ومشاكلهم اليومية"؟ مذكرا بأن البطالة بلغت أرقاما قياسية، وأن "الشغل والقوت أهم بكثير من كرة القدم"، معترفا بأن الحماس كان على أوجه في 2010 عندما استضافت جنوب أفريقيا كأس العالم. بالمقابل، تصدرت البطولة القارية عناوين غالبية الصحف الصادرة صباح السبت، وكتبت صحيفة "المواطن الممتاز" إن الفرصة كبيرة أمام منتخب "البافانا بافانا" لتدوين اسمه في تاريخ البطولة للمرة الثانية بعد إحرازه اللقب في 1996، وأضافت أنها "فرصة أيضا [للمنتخب] لكسب قلوب الأمة". ولكن صحيفة "سوكر"، أي كرة القدم، تساءلت هل "البافانا جاهزون لخوض المسابقة الأفريقية؟" المغرب و"البافانا بافانا" مرشحان لتخطي عقبة الدور الأول الحقيقة أن المنتخب الجنوب أفريقي ليس من المرشحين لنيل اللقب، وتشكيلته طرأت عليها تعديلات مستمرة طوال العام الماضي، ولم يعد له نجوما ولا لاعبين كبار ينشطون في أندية معروفة. هذا لم يمنع المدرب غوردون إيغسوند من التعبير عن تفاؤله بتخطي عقبة خصومه في المجموعة الأولى وهم المغرب وأنغولا والرأس الأخضر. وصرح للصحافيين أن المنافس المباشر بالنسبة إلى منتخبه هو المغرب، مشيرا إلى أن أنغولا في متناول "البافانا بافانا"، الذين سيحظون بلا شك بدعم جماهيري قوي مساء اليوم السبت في "الملعب الوطني". من جانبه، يدخل المنتخب المغربي المنافسة بمواجهة صعبة أمام أنغولا عند التاسعة مساء في "الملعب الوطني"، الواقع بحي سويتو الشهير. وقد أكد رشيد الطاوسي مدرب "أسود الأطلس" الجمعة أن لاعبيه "على أتم الاستعداد لخوض البطولة" وأنهم عازمون على دخولها بنجاح و"محو البطولة السابقة من ذاكراتنا". وكان زملاء يونس بلهندة مهاجم نادي مونبيلييه الفرنسي خرجوا من نسخة 2012 منذ الدور الأول، والسبب الرئيسي كانت خسارتهم في المباراة الأولى أمام تونس (2-1). لذلك تبدو هذه المباراة في مواجهة أنغولا مصيرية. ولن تكون المهمة سهلة بالنسبة للمغربيين، علما أن أنغولا بلغت الدور ربع النهائي في 2012 وهي تعول كثيرا على نجمها المهاجم مانوتشو لتكرار الإنجاز.