وضع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" اسم المدافع المغربي، عبد الحميد الكوثري، ضمن المرشحين للتألق في منافسات كأس إفريقيا، التي ستنطلق، نهاية الأسبوع المقبل، بجنوب إفريقيا، وتستمر إلى غاية 10 فبراير المقبل. المدافع المغربي عبد الحميد الكوثري رشح الاتحاد الدولي أسماء ستة لاعبين ينتمون إلى ستة منتخبات مشاركة في نسخة هذه السنة من النهائيات الإفريقية ليكونوا بمثابة جواهر الدورة، من بينهم مدافع مونبوليي الفرنسي، عبد الحميد الكوثري، الذي أكد خبراء الفيفا أنه سيترك بصمته رفقة أسود الأطلس، وسيكون له دور كبير داخل صفوف المنتخب الوطني. وتطرق موقع الاتحاد الدولي لإنجازات الدولي المغربي رفقة ناديه الذي توج بطلا للدوري الفرنسي، الموسم الماضي، فضلا عن تألقه رفقة المنتخب الفرنسي للشباب (أقل من 19 سنة)، قبل أن يغير وجهته ويحمل قميص بلاده الأم ويشارك ضمن المنتخب الأولمبي في أولمبياد لندن، الصيف الماضي. وتطرقت الورقة التي تحدثت عن الكوثري، وهو منتوج خالص لمدرسة مونبوليي، إلى أن نسخة كأس إفريقيا لهذه السنة ستكون الانطلاقة الحقيقية للمدافع المغربي ليكون من أكبر مدافعي القارة السمراء، بحكم الإمكانيات البدنية والتقنية التي يتميز بها، إذ "يجب عليه استغلال الدورة ليبرز جميع إمكانياته الحقيقية". ورشح الاتحاد الدولي إلى جانب الكوثري خمسة لاعبين أفارقة آخرين، على رأسهم كريستيان آستو، لاعب المنتخب الغاني، والتونسي عبد القادر الوسلاتي، والجزائري فوزي غولام، وريان مينديس من الرأس الأخضر، إضافة إلى الجنوب إفريقي تولاني سيريرو. وكان عبد الحميد الكوثري، قبيل انضمامه لأسود الأطلس في عام 2010، أثار العديد من ردود الأفعال، حينما أضحى مصرا على تطويق معصمه، خلال مباريات فريقه مونبوليي، بشارة تحمل ألوان العلم المغربي، علما أنه لم يكن وقتها مؤهلا قانونيا لحمل قميص الأسود، بحكم أنه دافع عن ألوان منتخب أمل فرنسا. وبعدما تمكنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من تأهيله إداريا لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لينضم للأسود، سارع الناخب الوطني السابق إيريك غيريتس إلى استدعائه لمباراة الجزائر، لتعويض الغياب الاضطراري للمدافع أحمد القنطاري، بسبب الإصابة. وهو غياب هللت له الصحف الجزائرية، بعد المستوى الكبير الذي قدمه القنطاري في مباراة الذهاب بعنابة، لكن مدرب الأسود رأى في الكوثري قطعة الغيار التي يمكن أن تعيد الاطمئنان للدفاع المغربي، بحكم علو كعبه وتألقه في الدوري الفرنسي للمحترفين، إذ تمكن هذا اللاعب الواعد من فرض نفسه داخل فريقه الفرنسي، رغم حداثة سنه، وهو ما حدث بالفعل، إذ تألق الكوثري أمام المنتخب الجزائري، وساهم بقسط وافر في الفوز بالرباعية التاريخية. انخرط الكوثري سنة 2000 في مدرسة فريق مونبوليي بإلحاح من أترابه وأصدقاء حيه، بعدما تأكدت موهبته، ومن أول مباراة تجريبية أقنع الكوثري مؤطري النادي، وتدرج في الفئات العمرية، حتى أضحى لاعبا أساسيا في الفريق الأول، علما أنه قضى بضعة أشهر فقط مع فريق الأمل، كانت كافية لإقناع المدرب بضمه للعب بجانب الكبار. وبالقدر الذي أسعد الكوثري المتتبعين المغاربة باختياره الدفاع عن ألوان المغرب، سيما مغاربة فرنسا وأوروبا، بالقدر الذي خيب فيه آمال الفرنسيين، بعدما حمل القميص الفرنسي لأقل من 19 عاما في بطولة العالم لعام 2007، ولعب رسميا طيلة المنافسات حتى دور الربع، وربح ثقة الناخب الفرنسي، وثقة كل من يسهرون على المنتخب الفرنسي أيضا. غير أن القلب كان له رأي آخر، إذ قال الكوثري إنه يحب فرنسا ويحب مدينته وحيه وأصدقاءه، لكن قلبه مع المغرب، وبانضمامه للأسود حقق حلمه وحلم أسرته.