نظم المجلس العلمي المحلي بالسمارة، مساء أمس الأحد، بتعاون مع عمالة الإقليم، ندوة علمية حول موضوع "ذكرى 11 يناير .. الدلالات والعبر" للتذكير بالملاحم البطولية الوطنية ورموزها وأعلامها الخالدين، وأمجاد الأمة المغربية، وبتاريخها النضالي المجيد، وتلقين صفحاته وفصوله ودروسه وعبره إلى الأجيال الجديدة والناشئة حفاظا على الذاكرة التاريخية الوطنية. وأوضح رئيس المجلس العلمي المحلي بالسمارة، محمد سالم بابوزيد، خلال هذا اللقاء الذي حضره عامل الإقليم محمد سالم الصبتي وعدد من المنتخبين والأعيان ورؤساء المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني، أن تخليد ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال يروم ترسيخ مبدأ الاعتزاز بالانتماء للوطن والافتخار بأمجاده في صفوف الناشئة، وإيلاء المزيد من العناية بالتاريخ الوطني ورصيد المغرب التراثي والتعريف برموزه والإشادة بأبطاله والتشبع بقيمه والتزود من معانيه في مسيرات الحاضر والمستقبل. وأضاف بابوزيد أن وثيقة المطالبة بالاستقلال في سياقها التاريخي ثورة وطنية، أعطت الدليل والبرهان على تلاحم المغاربة، وتمسكهم بالعرش العلوي المجيد، وقدرتهم على التصدي للاستعمار الغاشم وخصوم الوحدة الوطنية. من جهته استعرض ميمون باريش، الأستاذ بكلية الآداب بمراكش، خلال هذا اللقاء المنظم بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية والمندوبية الإقليمية للمقاومة، الأسباب والظروف التي ساهمت في تحول الحركة الوطنية المغربية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال، انطلاقا من دخول فرنسا الحرب العالمية الثانية، وصدور ميثاق الاعتراف بحق الشعوب في تقرير المصير، إضافة إلى انعقاد مؤتمر أنفا الذي تلقى فيه المغرب وعودا من الولاياتالمتحدةالأمريكية بمساعدته في الحصول على استقلاله من جهة، واتساع قاعدة الحركة الوطنية وتجذرها في صفوف الجماهير بعدما كانت تقتصر على النخبة المثقفة، وتصاعد القمع ضد المواطنين المغاربة من جهة أخرى. واستحضر الأستاذ باريش ملاحم الكفاح الوطني في سبيل تحقيق الاستقلال والوحدة الترابية، مذكرا بقيم المغاربة المثلى وصمودهم وتعبئتهم الشاملة والمستمرة حول الميثاق التاريخي لثورة الملك والشعب دفاعا عن المقدسات الدينية والوطنية. وأضاف أنه من باب العرفان للمجاهدين الأبرار، الذين ضحوا بأموالهم وأنفسهم ودمائهم وأبلوا البلاء الحسن في سبيل تحرير هذا الوطن، ذكر محاسنهم والاقتداء بهم في نصرة القضايا الوطنية. من جانبه، سجل الحسين آيت سعيد، عضو المجلس العلمي الأعلى، أن مطلب الاستقلال تم رسم معالمه الإصلاحية المنشودة في توافق بين الحركة الوطنية وجلالة المغفور له محمد الخامس وهو ما يستوجب من المغاربة استحضار هذا التلاحم القوي الذي ظل سمة المغاربة إزاء ملكهم ومقدساتهم، مضيفا أن تخليد هذه الذكرى مناسبة للوقوف على تضحيات المغاربة والتعريف بصفحاتها المشرقة ودلالاتها وعبرها التاريخية الخالدة. وأضاف آيت سعيد أن المغرب استطاع تحقيق استقلاله بعد سلسلة من التضحيات والمواجهات الموصولة والمستمرة صيانة للوحدة الترابية المقدسة التي لا تزيدها مناورات الخصوم والمتربصين بحقوق المغرب المشروعة إلا وثوقا وقوة وإشعاعا، ليدخل مرحلة جديدة من تاريخه العظيم، مرحلة البناء والتشييد والتنمية. وذكر أن الاستفتاء الشعبي على الدستور الجديد للمغرب في يوليوز سنة 2011 كان برهانا ودليلا قاطعا لمدى تمسك المغاربة من طنجة إلى الكويرة بالثوابت والمكاسب الوطنية، معبرين بمشاركتهم الواسعة عن توجههم الديمقراطي والنضالي من أجل تعزيز البناء المؤسساتي ودولة الحق والقانون والجهوية الموسعة والحكامة الجيدة. وتم خلال تخليد هذه الذكرى عرض شريط وثائقي يؤرخ لهذه المناسبة الوطنية المجيدة، والترحم على أرواح شهداء الوطن، وفي مقدمتهم جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراهما، والدعاء الصالح لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله.