استقبل المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، الجمعة الماضي، شابا، إثر تلقيه طعنة مباغتة وغائرة، سددها له وسيط في الكراء (سمسار)، بواسطة سكين، أصابته خلف فخده، ما تسبب له في نزيف دموي حاد، استدعت إخضاعه لعملية جراحية، لم تكلل بالنجاح، حيث لفظ أنفاسه، نصف ساعة بعد تعرضه للاعتداء الإجرامي. حسب مصادر "المغربية"، فإن الضحية الذي يتحدر من دوار الشخالبة، بإقليم الجديدة، حل الخميس الماضي، بعاصمة دكالة، حيث قضى ليلة ماجنة حمراء، مرتميا بين أحضان فتاة تربطه بها علاقة غير شرعية. وتقطن الفتاة في منزل كائن في حي شعبي، تشغله على وجه الكراء، وتعود ملكيته لسمسار، الأمر الذي أثار غضب الأخير الذي دخل، منتصف الجمعة الماضي، في خصام مع الخليل وعشيقته، وحاول طردهما من بيته، غير أن الوضع سرعان ما تطور إلى الأسوأ، حيث استل سكينا من الحجم الكبير، سدد بواسطته طعنة مباغتة، أصابت الضحية خلف فخده، سقط إثرها مضرجا في بركة من الدماء. وقبل أن تحل بمسرح الجريمة، الضابطة القضائية لدى الدائرة الأمنية الرابعة، ذات الاختصاص الترابي، لاذ المتهم بالفرار. وبعد إجراء المعاينة الميدانية، نقل الضحية، في حالة صحية حرجة، إلى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس، إذ حاول الطاقم الطبي إخضاعه لعملية جراحية بعد تدهور حالته الصحية، ودخوله في غيبوبة، غير أن تدخل الأطباء باء بالفشل، وفارق الضحية الحياة. وفور إشعارها بنازلة الضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض، كانت المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية دخلت على الخط، وأوفدت فريقا من الفرقة الجنائية الثانية إلى المستشفى، لكن وفاة الضحية وفرار المتهم غيرا بسرعة مسار ومجريات البحث والتحريات الميدانية، التي قادها العميد إبراهيم اللوراوي، رئيس مصلحة الشرطة القضائية، بتنسيق مع رئيس الأمن الإقليمي نورالدين السنوني. وأفضت التحريات الميدانية التي باشرتها الضابطة القضائية، إلى تحديد هوية المتهم، ويتعلق الأمر بالمدعو "م.ب"، متزوج، من ذوي السوابق العدلية في الاتجار في المخدرات، قضى عقوبات سالبة للحرية، آخرها سنة 2008 من أجل إخفاء أشياء متحصل عليها من السرقة، إذ أسفرت تدخلات عناصر الأمن عن الاهتداء إلى الوجهة التي قصدها السمسار بمعية زوجته، على متن سيارة من نوع "رونو9"، في ملكيته، بعد اتجاههم نحو الدارالبيضاء. وكانت الصفيحة المعدنية للعربة الخيط الرفيع، الذي استغله المحققون في بحثهم وتحرياتهم الميدانية، ما قادهم إلى منزل عائلة زوجة المتهم الكائن بالمدينة القديمة. وبعد التنسيق مع الوكيل العام للملك لدى استئنافية الجديدة، انتقل فريق أمني من الفرقة الجنائية الثانية، الجمعة الماضي، تحت إشراف العميد إبراهيم اللوراوي، رئيس المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، على متن سيارات خفيفة غير مميزة، إلى العاصمة الاقتصادية. وبعد التنسيق مع مصالح الأمن لدى منطقة أنفا، ضرب الفريق الأمني حراسة سرية ثابتة على مرآب السيارات، حيث كانت سيارة المتهم مستوقفة، غير أن هذا الإجراء لم يسفر عن أية نتيجة إيجابية، في غياب مراجعة المتهم لعربته المركونة، ما اضطر المحققين إلى اعتماد خطة أخرى، تمثلت في وضع كمين محكم، بعد الحصول على رقم الهاتف المحمول للمتهم، الذي استغلوه في الإيقاع به، بعد علم المحققين أنه يعتزم بيع سيارته، ليجري الاتصال به لإيهامه بالرغبة في شراء عربته، ليجري الاتفاق على موعد لمقابلة الطرفين، وفي الزمان والمكان المحددين، حضر المتهم، ليجد نفسه محاصرا. ومن ثمة اقتياده إلى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالجديدة، ومباشرة التحقيق معه من أجل جناية الضرب والجرح المفضيين للموت.