"إدمون عمران المالح٬ هناك حيث يوجد، سيكون سعيدا"٬ كذلك أحس الحاضرون٬ مساء يوم الخميس المنصرم٬ في افتتاح معرض الفن التشكيلي والصور الفوتوغرافية ببرج باب مراكش الأثري بحاضرة موكادور٬ المدينة التي أحبها المالح في حياته٬ فكان ثراها مثوى لجثمانه قرب البحر كما أوصى بذلك. الكاتب المغربي الراحل إدمون عمران المالح "عودة أبي الحاكي" عنوان اختاره أصدقاؤه الفنانون التشكيليون٬ حسن بورقية وخليل الغريب وبوشتة الحياني٬ والمصور الفوتوغرافي جمال محساني٬ لاستحضار الإرث الإنساني والإبداعي الزاخر لإدمون عمران المالح٬ من خلال لوحات مستوحاة من روايته "عودة أبي الحاكي" وصور فوتوغرافية جمعته في لحظات صداقة بعدد من الشخصيات التي عرفته عن كثب. لوحات فنية وصور فوتوغرافية أخذت زوار المعرض٬ الذي حضره٬ على الخصوص٬ أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة٬ الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور٬ وعامل إقليمالصويرة عبد الوهاب الجابري٬ إلى ذاكرة حية تنبض بإبداع المالح وتشبثه بالصويرة أرض أجداده٬ تلك التي قال عنها "إن أميرها السعيد هو الريح" الذي يهب حرا طليقا ما بين المدينة العتيقة والبحر٬ غير أن المالح كان خلال هذا المعرض أمير المدينة السعيد٬ حيث احتفى الحاضرون بذاكرته وإبداعه وإنسانيته. في كلمة خلال هذا اللقاء٬ تحدث عبد الله بيضا٬ الكاتب العام لمؤسسة إدمون عمران المالح٬ عن الشغف الذي كان المالح يكنه لمدينة الصويرة٬ كما استعرض أهم أهداف المؤسسة٬ التي تسعى إلى جعل الثقافة والفن تراثا مشتركا حيا٬ مشيرا إلى أن تنظيم رفاق المالح لهذا المعرض يهدف إلى تحقيق استمرارية ذاكرته ورصد بصمات فكره. وبهذا يكون المعرض٬ الذي يستمر إلى غاية 11 يناير المقبل٬ عودة إلى المالح٬ إلى الصويرة التي كان يتغنى بها "قصيدة شعرية مهداة إلى البحر٬ رواية غرائبية"٬ بمثابة "سرد رزين كقافلة تتهادى في حركة متئدة".(و م ع)