أفاد أحد سكان الحي الصفيحي "كاريان باشكو"، بالدارالبيضاء، أن الجرافات واصلت، صباح أمس الأربعاء، عمليات الهدم، بحضور مكثف للقوات المساعدة، وفي ظل احتجاج السكان. وأكدت مصادر متطابقة، ل"المغربية"، أن مواطنا تمسك بالبقاء فوق بيته سطح منزله الصفيحي، رافضا الامتثال لقرار الهدم، وهدد بتفجير قنينة غاز صغيرة. وتمكنت عناصر من القوات المساعدة من إقناعه بالعدول عن مبادرته مقابل تلبية مطالبه، ليجري اقتياده بعد ذلك إلى أقرب دائرة أمنية. ورفع عدد من الأسر المتضررة من عمليات الهدم شعارات مطالبة بإنصافها وحمايتها من التشريد، تقول المصادر نفسها، وطالبت بفتح تحقيق من طرف الجهات المعنية لفضح "الخروقات في عمليات الاستفادة من الإيواء بالسكن اللائق". وحسب روايات سكان "الكاريان"، صباح أمس، فإن الدور الصفيحية المتبقية قليلة مقارنة مع المنازل التي جرى القضاء عليها، وأن بداية السنة الجديدة ستكون آخر مرحلة للقضاء نهائيا على جزء من أعرق حي عمره سكانه أكثر من 100 سنة. وقال حسن، أحد سكان الحي الصفيحي، إن المعالم الأولى ل"كريان باشكو" بدأت قبل سنة 1912، وهناك من عمره أزيد من 100 سنة، وظهر في البداية على شكل "زريبات"، ثم تطور إلى أكواخ فمنازل قصديرية. وينقسم الكاريان إلى جزءين، يضيف حسن، إذ يعود الجزء الأول، المعروف بدرب الفاسي، إلى خواص، وهم ورثة من أصل فاسي، وعدوا السكان بتقديم البقع إلى قاطنيها على شكل هبة، فيما يعود الجزء الثاني، والمعروف بالدرب الدولي، إلى أرض مخزنية. وأكد عبد الرحيم بوسيفان، مستشار جماعي عن حزب الاستقلال، وعضو مجلس المدينة ونائب رئيس مقاطعة المعاريف، ل"المغربية"، أن عمليات هدم المنازل الصفيحية ستتواصل على مراحل بالنسبة إلى الجزء الذي يعود إلى الأرض المخزنية، والتي جرى اقتناؤها من قبل شركة عقارية، فيما ستظل المنازل المشيدة على أرض الخواص قائمة، إلى أن يحصل تفاهم حولها بين السكان ومالكي القطعة الأرضية.