تضاربت الروايات بشأن حادث تدخل السلطات العمومية أخيرا في حق سكان كاريان باشكو الواقع فوق تراب جماعة المعاريف بالدارالبيضاء. ففي حين تؤكد رواية سكان الحي الصفيحي التدخل العنيف للسلطات لهدم طوابق قصديرية بمنازلهم دون سابق إنذار، مستعملة في ذلك غازات مسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين من السكان، الذين خرجوا لرد السلطات على أعقابهم. تشير مصادر أخرى مسؤولة إلى أن رئيس الدائرة، الذي يقع على ترابها الحي الصفيحي المذكور، عرض على بعض سكان الحي، الذين شملهم إحصاء ,1994 هدم طوابقهم، التي شيدوها لأبنائهم بطرق غير قانونية، على أن يعوضوا بدلها بمنازل قصديرية أخرى، بيد أن السكان، بحسب المصادر، رفضت العرض، مما اضطر السلطات إلى التدخل. وعزت المصادر استعمال السلطات طرق عنيفة في تدخلها إلى قيام بعض المحتجين من السكان برمي رجال السلطة بالحجارة. وأسفرت المواجهات عن إصابة عدد من السكان المحتجين وكذا بعض أعوان السلطة، كما تم اعتقال تسعة مواطنين من السكان، أفرج عن امرأتين منهم، فيما أحيل الآخرون على العدالة، التي ستنظر اليوم في شأنهم. وعبر من جهته، عبد الصمد حيكر، نائب برلماني عن حزب العدالة والتنمية بدائرة الدارالبيضاء أنفا، عن تحفظه على الأسلوب الذي تعاملت وفقه السلطات العمومية مع سكان كاريان باشكو، مؤكدا بالقول، في تصريح لالتجديد، إننا نؤيد سياسة الدولة الذي تتجه إلى القضاء على السكن العشوائي، لكن هذا القضاء يجب أن يتم وفق رؤية محددة واضحة، ومقاربة شمولية لا تلغي الجانب الاجتماعي. وأضاف الحيكر أن القضاء على السكن العشوائي، الذي ساهم في استشرائه بعض رجال السلطة سابقا، وعوض ذلك كله ينبغي أيضا أن يكون منظما على مراحل، دون أن يعتمد على أسلوب المفاجأة أو أن يتم بطريقة فجة تخلق القلاقل. يونس البضيوي