تعاون مثمر٬ ورغبة في بناء مستقبل مشترك والتزام متبادل للمضي قدما في ترسيخ شراكة استراتيجية٬ ما نفكت تشهد تطورا مطردا تلك هي السمات الرئيسية التي تميز العلاقات الحالية بين المغرب وإسبانيا. وبالفعل٬ أعطت حكومتا البلدان٬ اللتان تربطهما عدد من اتفاقيات التعاون في جميع المجالات٬ في الأشهر الأخيرة دفعة جديدة لعلاقاتهما متعددة القطاعات، من خلال الحوار والتفاهم، من أجل إرساء شراكة مربحة للطرفين. وشكل الاجتماع العاشر رفيع المستوى٬ الذي عقد، يوم 3 أكتوبر الماضي، في الرباط٬ نقطة تحول في العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا٬ التي يميزها دائما تعاون بناء مافتئ يتكثف يوما بعد يوم. كما شكل هذا الاجتماع٬ الذي توج بالتوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون٬ تجسيدا واضحا للإرادة السياسية لكل من الرباطومدريد لإضفاء طابع الاستمرارية على علاقات التعاون في مختلف المجالات وتعزيزها بشكل أكبر. ومنذ التوقيع على معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون٬ يعمل المغرب واسبانيا٬ اللذان يتقاسمان قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان٬ من أجل توثيق روابط التعاون وتطوير علاقاتهما المتميزة. ومنذئذ أضفت الرباطومدريد دينامية جديدة على تعاونهما متعدد القطاعات، من خلال توقيع العديد من اتفاقيات التعاون٬ وكذلك وضع خطط عمل قطاعية لبناء مستقبل يسوده الاستقرار والرخاء وتعاون قوي في خدمة ومصلحة البلدين. وأعربت المملكتان٬ اللتان تتقاسمان تاريخا مشتركا٬ عن عزمهما على العمل كشريكين حقيقيين لتحقيق التقدم والازدهار لصالح كلا الشعبين لمواجهة كل التحديات والمخاطر التي تحذق بالمنطقة في القرن 21، بما في ذلك الأمن والازدهار والتنمية المستدامة في سياق يتسم بأزمة اقتصادية عالمية غير مسبوقة. ويأتي الزخم التي تشهده العلاقات المغربية الإسبانية ليؤكد مرة أخرى الطابع الشمولي لعلاقاتهما الثنائية التي تتطلع بحزم نحو المستقبل. كما يعكس التزام كلا البلدين لتقييم التقدم الذي تم إحرازه٬ ولكن أيضا لتعميق الحوار السياسي حول كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك ووضع برنامج جديد للتعاون. وبالتأكيد ستمكن الشراكة الاستراتيجية٬ من مواجهة التحديات وتطور في السنوات المقبلة الإمكانات التي تزخر بها الضفتان إلى التزام قوي من أجل السلام والازدهار للبلدين ومنطقة البحر الأبيض المتوسط ككل. وبالإضافة إلى تبادل الزيارات بين المسؤولين من مختلف المؤسسات٬ شكلت المنتديات البرلمانية٬ والبعثات التجارية٬ والاجتماعات بين وسائل الإعلام وحتى الأحداث الرياضية المنظمة بالاشتراك في عام 2012، تجسيدا للاهتمام، الذي يوليه البلدان لإعطاء بعد أوسع لعلاقتهما. وخلال هذه الاجتماعات٬ جدد مسؤولو البلدان التأكيد على رغبة حقيقية لإقامة علاقات ثنائية استراتيجية٬ تستمد قوتها من التفاهم السياسي وتطابق وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية.