نظم "منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف: المعروف اختصارا ب"فورساتين"، الثلاثاء الماضي، ندوة بالرباط، حول موضوع "انتفاضة 1988 بمخيمات تندوف - محطة تاريخية في مسار قضية الصحراء" المشاركون في ندوة انتفاضة 1988 في تندوف (خاص) بمشاركة شخصيات ساهمت في إطلاق تلك الانتفاضة التاريخية. وتطرق المشاركون في الندوة إلى ثلاثة محاور أساسية، تركز المحور الأول حول أحداث انتفاضة 1988، تاريخها وأبطالها وضحاياها، قدم خلالها نور الدين بلالي الإدريسي، القيادي السابق بالبوليساريو، وأحد أبرز المشاركين في الانتفاضة لمحة تاريخية عن الأحداث الدامية، التي أعقبت الانتفاضة، وتحدث عن أهم الشخصيات المشاركة فيها، وعن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع الانتفاضة ضد قيادة البوليساريو، فيما تطرق الناشط الحقوقي الصحراوي، بيات الزيغم، إلى الجانب الحقوقي والضحايا والحصار الأمني، الذي فرضته البوليساريو آنذاك على المخيمات، بسبب الانتفاضة. وفي المحور الثاني من الندوة، تطرق المشاركون إلى جيل انتفاضة 1988 بمخيمات تندوف، وركز محمد الشيخ سيدي مولود على معاناة عائلته، خاصة والدته، التي تعرضت على يد البوليساريو للسجن المقرون بالقمع والتعذيب، بسبب مساندتها لمتزعمي الانتفاضة، وتحدث عن معاناة شقيقه، المناضل مصطفى سلمى، الذي عانى أساليب قيادة البوليساريو، بسبب أحداث الانتفاضة، عام 1988، ومرة أخرى، عندما عبر عن رأيه بشأن الحكم الذاتي في 2010 . وخلال المحور الثالث، ناقش المشاركون "انتفاضة 1988 بمخيمات تندوف" باعتبارها محطة تاريخية في مسار شرعية الحكم الذاتي، وقدم عبد العزيز لفقيه، رئيس منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف، عرضا حول أهمية تسليط الضوء على أحداث هذه الانتفاضة، كمحطة أساسية ومهمة في تاريخ قضية الصحراء، مبرزا بشاعة ممارسات البوليساريو وسياستها الممنهجة في القمع، خاصة تجاه النساء الصحراويات، واعتبر أن هذه الندوة مجرد بداية للتحسيس بأهمية الوقوف على مدى جسامة انتهاكات البوليساريو لحقوق الإنسان. وشهدت الندوة تدخلات بعض ضحايا الانتفاضة، ممن عايشوا الأحداث، وكانوا شهودا عليها، منها شهادات الإدريسي المحجوب ولد علي سالم (عسكري سابق)، وتقي الله ماء العينين (من الأطر المستقيلة)، وعلي نجاب (طيار مغربي أسير سابق لدى البوليساريو)، عبروا عن موقفهم من انتفاضة 1988، مجمعين على أنها كانت أول انتفاضة سبقت "الربيع العربي" ضد الاستبداد والظلم، ودعت إلى الحرية والكرامة، كما نوهوا بقائد الانتفاضة وقائدها عمر الحضرمي، الذي كان له الفضل في التوعية والدفاع عن سكان المخيمات والمطالبة بإنصافهم. وفي ختام الندوة، عبر المشاركون عن أهمية هذه المبادرة في تسليط الضوء على إحدى أهم المحطات التاريخية، التي تكشف الوجه الاستبدادي للبوليساريو، كما دعوا إلى تنظيم مؤتمرات ولقاءات من قبيل هذه الندوة، وإطلاع المنتظم الدولي على الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف. وأعلن رئيس منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي في تندوف أنه تقرر تنظيم حملات للتعريف بانتفاضة 88 من خلال أيام دراسية، وتنظيم ملتقى دولي وتكريم أبطالها، وعلى رأسهم عمر الحضرمي، وإنصاف ضحاياها والمطالبة بجبر الضرر عنهم، في ملتقى دولي يعتزم المشاركون تنظيمه في الأشهر القليلة المقبلة، وسيكون مناسبة لإصدار كتاب عن انتفاضة 1988 بمخيمات تندوف، كمحطة تاريخية مجيدة في مسار قضية الصحراء.