سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صاحب الجلالة: نتطلع إلى أن يشكل مؤتمر مراكش خطوة مهمة نحو تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري رسالة ملكية إلى المشاركين في الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء الشعب السوري
أكد جلالة الملك محمد السادس، في رسالة سامية موجهة للاجتماع الوزاري الرابع لمجموعة أصدقاء الشعب السوري، الذي انطلقت أشغاله صباح أمس الأربعاء بمراكش، انخراط المملكة المغربية الموصول بكل مسؤولية وفعالية، في الجهود الحثيثة، التي يبذلها المجتمع الدولي لحل الأزمة السورية (ماب) وذلك انطلاقا من مبادئها وتقاليدها الراسخة في نصرة قضايا السلام والحرية والعدالة، والتزامها بتعهداتها العربية والدولية، وبوصفها عضوا فاعلا في كل من جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة الأممالمتحدة، والعضو العربي الوحيد غير الدائم في مجلس الأمن الدولي. وقال جلالة الملك، في الرسالة السامية التي تلاها سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، إن المملكة المغربية تعلق آمالا كبيرة على النتائج الإيجابية المتوخاة من هذا الاجتماع، والقيمة المضافة الملموسة التي ستقدمها هذه المجموعة الفاعلة على درب تعزيز الجهود الدولية، والمساعي الأممية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، ودعم مسلسل الانتقال السياسي بهذا البلد، وتعبئة الإرادات وحشد الطاقات والوسائل، لتأمين إغاثة إنسانية عاجلة لمئات الآلاف من السوريين المنكوبين داخل سوريا وخارجها. وأضافت الرسالة الملكية أن الوضع الخطير والمأساوي بسوريا يسائل الضمير الإنساني، في غياب رد فعل دولي حازم، خاصة في ظل تهديد النظام السوري بإمكانية استخدام الأسلحة المدمرة والقيام بعمليات فتاكة. وناشدت الرسالة الملكية جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن لتحمل مسؤولياتها كاملة في الحفاظ على السلم والأمن، واتخاذ موقف موحد وحازم في أقرب وقت، من أجل تجنيب الشعب السوري المزيد من المآسي والآلام، ودعم عملية نقل السلطة في سوريا، في أفق إقامة نظام ديمقراطي متعدد، تلتئم في إطاره مختلف أطياف الشعب السوري ومكوناته، ويحول دون توسيع دائرة النزاع. وأشادت الرسالة الملكية بدينامية توحيد المعارضة السورية بمختلف أطيافها السياسية وحساسياتها في الداخل والخارج، وهي الدينامية التي توجت بإعلان الدوحة الخاص بتأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، برئاسة الشيخ أحمد معاد الخطيب. وأكد جلالة الملك أن تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مكسب سياسي كبير للمعارضة السورية، يجعلها قيادة شرعية للمرحلة الانتقالية، من منطلق الثقة التي يستمدها هذا الائتلاف من الشعب السوري، والقدرة على تحقيق آماله في بناء سوريا، الدولة التعددية الديمقراطية. وشدد جلالة الملك على ضرورة دعم هذا الائتلاف، بطريقة جماعية ومنظمة وناجحة، من طرف الجميع دولا ومنظمات، كل حسب إمكانياته وقدراته وصلاحياته، وفتح سبل التحاور والتعامل معه، بوصفه ممثلا شرعيا ومخاطبا أساسيا ذا مصداقية في كل ما يتعلق بمعالجة مختلف أوجه الأزمة السورية، في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الشعب السوري. وأوضحت الرسالة الملكية أن المملكة المغربية ساهمت بفعالية في فريق المراقبين العرب، التابع لجامعة الدول العربية، وفي فريق المراقبين الدوليين، المنبثق عن الخطة الأممية لتسوية الأزمة السورية، كما شاركت في اجتماعات مجموعة أصدقاء الشعب السوري في كل من تونس واسطنبول وباريس، وجميع الاجتماعات التي عقدها فريقا العمل المنبثقان عن مجموعة أصدقاء الشعب السوري، والمعنيان، على التوالي، بالعقوبات، وبإعادة بناء الاقتصاد السوري. كما ذكر صاحب الجلالة بمبادرة المملكة إلى إقامة مستشفى ميداني في مخيم الزعتري بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ومواصلتها تقديم مختلف أنواع الدعم للاجئين.