تشمل جولة مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" العربية في شهر دجنبر موضوعا عن حفر أنفاق التهريب بين قطاع غزة ومصر، وتحقيقا حول أشجار السيكويا التي لا توجد في أي بقعة أخرى في العالم خارج كاليفورنيا بالولايات المتحدة. تشمل الجولة أيضا تحقيقا مثيرا عن الشامانيون الذين يمارسون طقوسهم الساحرة على شعوب منغوليا وآسيا الوسطى وسيبيريا. وفي التفاصيل حول موضوع الأنفاق بين قطاع غزة ومصر، تركز مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية على قضية اعتماد 80 في المائة من سكان غزة اليوم على هذه الأنفاق التي تمثل شرايين حياة لأكثر من 1.6 مليون فلسطيني يعانون الحصار الإسرائيلي الخانق، حيث تمر مواد البناء، والإمدادات الغذائية والطبية، والملابس، والوقود، والحواسيب، والمواشي، في تجارة تبلغ قيمتها 700 مليون دولار تدر على حكومة "حماس" 200 مليون دولار سنويا على شكل ضرائب. لهذه الأنفاق قصص يرويها الأشخاص الذين حفروها بأيديهم وشاهدوا كيف يبتلع الموت رفاقهم وإخوتهم بين جنباتها، حيث عمل في وقت الذروة حوالي 50 ألف شخص في تجارة وحفر الأنفاق. في العدد المقبل، تننقلكم المجلة إلى قلب أنفاق غزة بشقيها العادي والمكيف المخصص لكبار الشخصيات، حيث يوفر التهريب السيارات وأفاعي الكوبرا. من جهة أخرى، تنقل المجلة قراءها إلى عالم أشجار السيكويا التي لا توجد في أي بقعة أخرى في العالم خارج كاليفورنيا بالولايات المتحدة، حيث تعتبر أضخم أشجار العالم قاطبة. إذ يصل طولها إلى أزيد من 75متراً وعرض قاعدة جذعها إلى 8 أمتار فيما يصل عمر إحداها إلى 3200عام. وتنقل المجلة قراءها أيضا إلى تحقيق مثير عن الشامان الذين يمارسون طقوسهم الساحرة على شعوب منغوليا وآسيا الوسطى وسيبيريا ويعتقدون أن الأرواح الخفية تنفذ إلى الكون المحيط بهم، وتتحكم في مصائرهم. كما تسرد قصة الأرض المفقودة أو دوغرلاند، حيث ظل الصيادون على مدى عقود في أنحاء متفرقة من بحر الشمال يعثرون في شباكهم على قطع أثرية وعظام بشرية وحيوانية لعالم متوارٍ في أعماق البحر. ولطالما احتار علماء الآثار في كيفية وصول هذه الأشلاء والمعدات البدائية إلى هذه المنطقة البعيدة من بحار أوروبا. عالم حفريات قديمة مبتدئ التقط طرف الخيط وتوصل إلى نظرية مدهشة، قبل 18 ألف سنة، كانت مستويات مياه البحار حول أوروبا الشمالية تقل بعشرات الأمتار عما هي عليه اليوم. ومع ارتفاع سخونة الأرض تراجعت مساحات الجليد، فرَحَلت الحيوانات البرية في اتجاه الشمال والغرب، ومن ثَمّة رحل الصيادون وعائلاتهم في أعقابها. لكن إلى أين؟ وماذا حوت أرض دوغرلاند المفقودة؟ ولماذا حدثت صراعات دامية بين سكانها؟ وهل صحيح أن أمواج تسونامي ابتلعت حوالي 50 ألف كيلومتر مربع من أخصب أراضي أوروبا المحيطة ببريطانيا؟ وبالانتقال إلى عالم الطيور، حيث تعتبر طقوس المغازلة التي تؤديها ذكور طيور الجنة أكثر مشاهد الطبيعة غرابة وندرة في العالم إذ يكمن الهدف الوحيد من وراء فرقعات الريش الذهبي لهذه الطيور، والرقصات المسرحية، والريشات المتطاولة كهوائيات الروبوتات، والأطواق بألوان قوس قزح، وتشكيلات الزينة العجيبة، والمراوح، والألوان التي تتلألأ كالجواهر، هو جذب أكبر عدد ممكن من الإناث. لكن هذا التنوع لم يجذب الإناث من الطيور فقط، بل فتن أيضا العلماء الذين توافدوا على غينيا الجديدة طوال عقود لتوثيق هذه الظاهرة، إلا أن أحدا لم ينجح برؤيتها جميعا، إلى أن تمكن رجلان من فعل ذلك أخيرا، عقب 8 سنوات و18 بعثة و39 ألف صورة يعرض عدد دجنبر أجملها.