أشاد رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي العربية المحتلة٬ جون بيير شيرر٬ ب‘"الدعم الكبير"، الذي يقدمه المغرب لفائدة الفلسطينيين٬ والذي تجسد في إرسال مستشفى طبي جراحي ميداني مجهز بأحدث المعدات إلى قطاع غزة. وقال جون بيير شيرر٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أمس الثلاثاء، بغزة، عقب تفقده مختلف مصالح ووحدات هذا المستشفى ووقوفه على مختلف الخدمات، التي يقدمها٬ إن هذا الدعم لا ينحصر فقط في المجال الصحي٬ ولكن أيضا، في مجال التأهيل النفسي والمعنوي٬ مبرزا أنه لامس عن قرب هذا الدعم والمساعدة من لدن المملكة المغربية. وسجل رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي العربية المحتلة٬ الإقبال المكثف الذي يسجله المستشفى الميداني المغربي٬ الذي أقيم بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ للتخفيف من معاناة الفلسطينيين٬ موضحا أن المئات من الفلسطينيين تمكنوا٬ بفضل هذه الوحدة٬ من تلقي العلاجات اللازمة في مختلف التخصصات، سواء تعلق الأمر بالمرضى أو الجرحى. وأضاف أنه من المهم بالنسبة إلى الفلسطينيين٬ الذين اجتازوا مرحلة غاية في الصعوبة خلال الأيام الأخيرة٬ أن يكون بإمكانهم تلقي علاجات سريعة وذات جودة عالية وبالمجان. ووصف رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي العربية المحتلة ب"الممتاز" التعاون بين الوحدة الطبية الجراحية المغربية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وبخصوص الوضع الإنساني في غزة٬ قال جون بيير شيرر إن الأمر يتعلق بشريط صغير يشهد نموا ديمغرافيا سريعا٬ ويتجاوز سكانه المليون و800 ألف نسمة٬ معبرا عن بالغ الأسف للظروف الصعبة جدا، التي يعيش فيها سكان القطاع. وأشار إلى أن الأمر يتعلق ب"وضع غير طبيعي في ظل وجود قيود كثيرة تحد من حرية التنقل بالنسبة إلى الأفراد والبضائع٬ وانسداد الآفاق بالنسبة إلى الشباب والسكان عموما٬ خاصة مع الأحداث التي عاشتها المنطقة، الأسبوع المنصرم، من إطلاق متبادل للصواريخ٬ وأعمال عنف كثيرة كان لها بالغ الأثر على نفسية السكان". وخلص إلى أن الأوضاع في غزة كانت غاية في الصعوبة٬ مبرزا أن جهودا مضنية جرى القيام بها لدعم السكان المدنيين في القطاع٬ وعودة الحياة الطبيعية إليه٬ علما أنه حتى في الأوقات العادية لا يخلو الوضع المعيشي في القطاع من صعوبات. يذكر أنه٬ لليوم الرابع على التوالي٬ يواصل المستشفى الميداني الطبي والجراحي٬ الذي تقيمه القوات المسلحة الملكية بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس بقطاع غزة٬ تقديم الخدمات للفلسطينيين في قطاع غزة في مختلف التخصصات. واستقبل المستشفى حتى الآن المئات من الحالات جرى توزيعها على مختلف التخصصات٬ بعضهم أصيب بشظايا صواريخ جيش الاحتلال التي انفجرت غير بعيد عن التجمعات السكنية٬ وكذا حالات تعاني أمراضا مزمنة لا يتوفر القطاع على المعدات والأدوية اللازمة لعلاجها. ويقدم المستشفى خدمات طبية لفائدة المرضى في مختلف التخصصات الجراحية٬ خاصة جراحة الدماغ والأعصاب والجراحة الباطنية وجراحة العظام والمفاصل وجراحة الأطفال والجراحة الصدرية٬ بالإضافة إلى وجود أخصائي في الحروق وتخصصات طبية في مجالات الطب الباطني وطب القلب والشرايين والمستعجلات وطب الأنف والأذن والحنجرة وطب العيون. كما تتوفر هذه الوحدة الصحية والاستشفائية على قسم للنساء والتوليد٬ وآخر للإنعاش٬ وقاعة للعمليات والتخدير٬ ومختبر ومرافق للعلاجات الأولية وقاعات للمستعجلات٬ علاوة على أحدث التجهيزات اللازمة لإجراء الفحوص الطبية والأشعة بما سيمكن من التخفيف من معاناة الفلسطينيين وتجاوز الخصاص الذي يعرفه القطاع في مجال الخدمات الطبية. ويشرف على تأمين الخدمات بالمستشفى طاقم طبي ومواز مكون من 92 شخصا، من بينهم 26 طبيبا عسكريا ومدنيا من مختلف التخصصات، وممرضون وأطر تقنية وموازية، وطبيبتان للنساء والتوليد، ومساعدتان في التوليد.