أجرى رئيس مجلس المستشارين¡ السيد محمد الشيخ بيد الله¡ أول أمس الأربعاء، مباحثات مع رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي،جون بيير بيل¡ تناولا خلالها أوجه "الشراكة المتميزة" التي تجمع البلدين وكذا بحث سبل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات والتجارب بين المؤسستين التشريعيتين. وأوضح بلاغ لمجلس المستشارين أن بيد الله شدد خلال هذا اللقاء على أهمية التحولات الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، التي عرفتها المملكة على مدى العشر سنوات الأخيرة، مذكرا بأن هذه الدينامية توجت بالمصادقة على دستور جديد "ارتقى بالمكانة المؤسسية للسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية من حيث تقويتها وفصلها وتوازنها، وكرس الآليات الكفيلة بضمان الحريات الأساسية وممارستها الفعلية"، إضافة إلى التنصيص على إحداث آليات قانونية لاستقلال القضاء والمناصفة بين الرجل والمرأة¡ مرسيا بذلك، يوضح بيد الله، "دعائم النموذج المغربي المتفرد (على مستوى) جنوب البحر الأبيض المتوسط". كما تطرق رئيس مجلس المستشارين¡ بحسب نفس البلاغ، إلى الأهمية الاستراتيجية لمشروع الجهوية المتقدمة¡ مذكرا في هذا الإطار بمضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 37 للمسيرة الخضراء، والذي دعا فيه جلالته إلى "تفعيل الجهوية المتقدمة¡ وجعل أقاليمنا الجنوبية في صدارتها"، وكذا إلى أهمية اندماج دول المغرب الخمس في اتحاد مغاربي كبير ل"بناء نظام مغاربي جديد كضرورة لتجاوز الجمود" الذي يشهده الاتحاد. كما توقف بيد الله عند التحديات الأمنية بمنطقة الساحل والصحراء، واصفا ما يقع في شمال مالي ب "افغانستان جديد"، ومعتبرا في نفس السياق أن تدعيم صرح اتحاد المغرب العربي كفيل بمواجهة "التحديات المستقبلية المشتركة والاستجابة لتطلعات الشعوب المغاربية". من جهته، أكد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي¡ الذي كان مرفوقا بسفير بلاده بالرباط، السيد شارل فريز، أن زيارته إلى المملكة المغربية تهدف إلى تعزيز علاقات الصادقة والتعاون وتبادل التجارب والخبرات بين مجلس الشيوخ الفرنسي ومجلس المستشارين. وأشاد بيل بإرادة المغرب وانفتاحه على مختلف التجارب الدولية بهدف تعميق تجربته الديمقراطية وتحسين مردوديتها والرقي بها إلى أعلى مستوى¡ مبديا إعجابه بالإصلاحات العميقة التي يقودها جلالة الملك محمد السادس، معتبرا أن الإصلاحات التي يباشرها المغرب جعلت منه "نموذجا يحتذى به". وفي سياق آخر¡ عبر رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي عن قلق بلاده من الأوضاع الأمنية الخطيرة التي تعيشها منطقة الساحل والصحراء وعن وعي بلاده بخطورة الوضع في شمال مالي وانعكاساته على الأمن والسلم العالميين.