أكد سفير دولة الكويت بالمغرب، شملان عبد العزيز الرومي، أن علاقات التعاون المتينة والتاريخية، التي تجمع المملكة المغربية ودولة الكويت٬ تعتبر نموذجا يحتذى لتعاون عربي-عربي يتطلع بثبات إلى بلورة شراكة استراتيجية تستجيب لتطلعات الشعبين الشقيقين. وأكد شملان عبد العزيز الرومي٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة زيارة العمل الرسمية التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الكويت٬ أن هذه العلاقات تعد من أكثر العلاقات العربية استقرارا، انطلاقا من الثوابت الأساسية لكلا البلدين، القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير٬ ودعم القضايا العربية والإسلامية العادلة والالتزام بالشرعية الدولية. وأشار إلى أن البلدين حرصا على توطيد مسار تعاونهما الثنائي المثمر وتنسيق مواقفهما وتوجهاتهما في كافة المجالات (السياسية والاقتصادية والثقافية....)، تجسيدا للإرادة التي أكدها صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخوه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح من أجل ترسيخ صروح علاقات أخوية صادقة٬ داعيا في هذا الصدد القطاع الخاص إلى بذل قصارى الجهود لتجسيد هذه الروابط المتينة، من خلال تعزيز العلاقات الاستثمارية في البلدين. وأضاف السفير الكويتي أنه على المستوى العربي يجري التنسيق بين البلدين من خلال عضويتهما في الجامعة العربية٬ وفي منظمة التعاون الإسلامي في ما يتعلق بالقضايا الإسلامية٬ في حين يجري التنسيق في ما بينهما على المستوى الدولي عبر عضويتهما في منظمة الأمم المتحدة٬ إلى جانب المنظمات الدولية المتخصصة واللقاءات الثنائية المستمرة بين كبار المسؤولين. وفي الوقت الراهن، يقول الدبلوماسي الكويتي، تشهد العلاقات بين البلدين الشقيقين تطورا مضطردا في جميع المجالات بحكم رعايتها من قبل القيادتين الحكيمتين٬ وأن مستقبل هذه العلاقات أضحى واعدا بفضل وجود إرادة عليا قوية تهدف إلى الدفع بها قدما بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين ومصالح الأمة العربية والإسلامية٬ ويخدم السلم في العالم أجمع. وأبرز أن الزيارات الأخوية المتبادلة بين قيادتي ومسؤولي البلدين، خاصة الزيارة التي قام بها سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى المغرب في أكتوبر 2010، والتي أسفرت عن توقيع العديد من الاتفاقيات المهمة٬ وكذلك زيارة جلالة الملك محمد السادس لدولة الكويت في أكتوبر 2002، وما ترتب عنها من نتائج إيجابية٬ تعكس متانة العلاقات المتميزة بين البلدين، مشددا على أن زيارة جلالة الملك محمد السادس المرتقبة للكويت ستفتح آفاقا جديدة للتعاون المثمر بين البلدين٬ خاصة إرساء علاقة التعاون الاستراتيجي بين البلدين الشقيقين٬ على جميع الأصعدة السياسية٬ والثقافية والاقتصادية والأمنية، وغيرها من المجالات. وفي معرض حديثه عن التطور الذي تعرفه العلاقات الثنائية من خلال مساهمات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في مشاريع ذات صبغة إنمائية وأخرى تتعلق بالبنى التحتية في المملكة المغربية منذ 1966، أبرز السفير أن القطاع الخاص الكويتي يرعى عدة استثمارات ومشاريع إنمائية في المغرب، خاصة بعد تأسيس أول مجموعة مغربية كويتية للتنمية عام 1976، التي قامت منذ هذا التاريخ حتى الآن بإنجاز مشاريع مهمة في المجالات السياحية والعقارية والخدمات المالية. ولتفعيل هذا التعاون البناء والمثمر، يضيف السفير الكويتي، تم إنشاء اللجنة المشتركة المغربية الكويتية برئاسة وزيري خارجية البلدين٬ بناء على الرغبة الراسخة لقائدي البلدين في تجسيد عمق الوشائج الأخوية بين الشعبين الشقيقين٬ وهي اللجنة التي عكست، منذ تأسيسها في يونيو 2001، تطلع البلدين إلى الارتقاء بهذه الروابط الأخوية. وذكر بأن اللبنة الأولى للعلاقات الثنائية وضعها المغفور له الملك محمد الخامس بزيارته التاريخية للكويت عام 1960، وترسخت بشكل واضح وملموس في عهد المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه٬ وتشهد تعزيزا وتفعيلا في عهد جلالة الملك محمد السادس الذي يعمل إلى جانب أخيه سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على رعايتها وإرساء دعائمها في وئام تام وتنسيق متبادل في القضايا ذات الاهتمام المشترك وتآزر أخوي متواصل يعكس متانة أواصر التعاون المثمر والتضامن الفاعل.(و م ع)