سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القمة المغربية الإسبانية رسمت خارطة طريق لتحقيق هدف الشراكة الاستراتيجية سفير مدريد بالرباط: الدروة العاشرة التي تتزامن مع الذكرى 20 لتوقيع معاهدة الصداقة وحسن الجوار تعد تاريخية
قال سفير إسبانيابالرباط، ألبيرطو نابارو، إن من شأن الاجتماع المغربي الإسباني رفيع المستوى، المنعقد أمس الأربعاء، في الرباط، رسم خارطة طريق لتحقيق هدف الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا، مذكرا بخطاب العرش الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ والذي دعا فيه جلالته إلى بناء فضاء مزدهر مشترك بين البلدين. وأبرز الدبلوماسي الإسباني٬ في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن القمة العاشرة المغربية -الإسبانية٬ التي تتزامن مع الذكرى 20 للتوقيع على معاهدة الصداقة وحسن الجوار سنة ٬1992 "تعد تاريخية"٬ باعتبارها تندرج في سياق خطاب العرش ليوم 30 يوليوز الماضي٬ الذي دعا فيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس البلدين إلى مواجهة التحدي المتمثل في "بناء فضاء مزدهر مشترك، وتعزيز العلاقات بينهما في جميع المجالات". وشدد نابارو على أنه و"من هذا المنطلق نرغب في اغتنام انعقاد الاجتماع رفيع المستوى في الرباط لرسم خارطة الطريق لتحقيق هذا الهدف الذي حدده الخطاب الملكي ليوم 30 يوليوز٬ من أجل بلوغ ما سنطلق عليه (الشراكة الاستراتيجية) على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية". وأبرز أن "هذه القمة تعد بمثابة بداية لمرحلة جديدة في العلاقات المغربية-الإسبانية٬ المتمثلة في (الشراكة الاستراتيجية)٬ والتي ستتوج بالتوقيع على حوالي عشر اتفاقيات٬ تهم بالخصوص إلغاء تأشيرات الدخول لجوازات الخدمة وتسهيل منح التأشيرات لفئة واسعة من الشخصيات المغربية٬ وكذلك في مجال السياحة٬ والطاقة٬ والتكوين المهني٬ والتعاون الصناعي والتعاون في مجال الرياضة والتعليم". كما أوضح السفير الإسباني أن المغرب وإسبانيا سيعتمدان خلال هذا الاجتماع رفيع المستوى٬ "إعلان الرباط"، الذي سيجسد "الإرادة المشتركة" للبلدين لتعزيز علاقاتهما الثنائية. في هذا السياق٬ اعتبر أن البلدين مدعوان للاستفادة من مؤهلاتهما المشتركة، وعلى وجه الخصوص، القرب الجغرافي٬ حيث "تعد إسبانيا البوابة الوحيدة للمغرب في اتجاه أوروبا٬ فيما يعتبر المغرب المدخل الوحيد لإسبانيا إلى إفريقيا". وعلى الصعيد الاقتصادي٬ أكد السفير الإسباني أن أفضل وسيلة للخروج من الأزمة تتمثل بالنسبة إلى بلاده في تغيير نموذج النمو٬ من خلال تشجيع تدويل أنشطة المقاولات الإسبانية من أجل البحث عن فرص استثمارية جديدة. ولهذا الغرض٬ يقول السفير الإسباني، فإن "القمة ستصادق على خط تمويلي بقيمة 400 مليون أورو لفائدة الشركات الإسبانية التي ترغب في الاستثمار في المغرب"٬ لافتا إلى أن هناك العديد من القطاعات التي يمكن أن تقدم فيها المقاولات الإسبانية خبرتها للاقتصاد المغربي٬ خاصة في مجال الطاقة المتجددة٬ مقدما على سبيل المثال المقاولة الإسبانية "أكثيونا"، التي ستقوم ببناء محطة للطاقة الشمسية في ورزازات في أفق سنة 2015. وبالمقابل قال السفير الإسباني إن المغرب٬ البلد الذي يكتسي "أولوية مطلقة بالنسبة لإسبانيا"٬ يتوفر على العديد من المؤهلات الكبيرة لاستقبال الاستثمارات الإسبانية٬ مثل القرب الجغرافي، والاستقرار والأمن اللذين تنعم بهما المملكة٬ داعيا المقاولات المغربية إلى الاستثمار بدورها في إسبانيا. على صعيد آخر٬ اعتبر نابارو أن الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي للتنمية تعد أحد أهم أدوات التعاون المغربي الإسباني٬ باعتبار هذه الوكالة تعمل في الميادين التي تمس الحياة اليومية للمغاربة٬ كصحة الأمهات٬ والتربية ومحو الأمية٬ فضلا عن كونها تدعم المغرب في الإصلاحات التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ مشيرا إلى أنه رغم الأزمة المالية٬ فإن المساعدة الإسبانية الموجهة للمغرب لن تسجل أي انخفاض.(و م ع)