المغرب، المقرر انعقادها يومي سادس وسابع مارس الجاري بغرناطة (جنوبإسبانيا)، تعد امتددا منطقيا في العلاقات المتميزة بين شريكين عازمين على المضي قدما في تعاونهما الاستراتيجي. وقال السيد عالم، في حديث لوكالة المغرب العربي للانباء، إن هذا اللقاء من مستوى عال، يعكس من خلال طابعه المتفرد وتوقيته وأهمية أجندته "المستوى الرفيع للنضج والثقة" التي بلغها الحوار السياسي بين المغرب والاتحاد الأوروبي"، ويكشف عن مرحلة جديدة في تكريس الوضع المتقدم الذي تحظى به المملكة. وأكد السفير أن انعقاد هذه القمة الأولى للاتحاد الأوروبي مع بلد من الضفة الجنوبية لحوض المتوسط، أشهرا قليلة بعد دخول معاهدة لشبونة حيز التطبيق، يعد بالدرجة الأولى "استجابة سريعة لنداء صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل التفعيل الأمثل للوضع المتقدم والشراكة المتميزة للمغرب مع الاتحاد الأوروبي". وذكر، في هذا السياق، بمضامين خطاب العرش الأخير، الذي أكد فيه جلالة الملك محمد السادس حرص المغرب على "التفعيل الأمثل للوضع المتقدم والمتميز لشراكتنا مع الاتحاد الأوروبي"، كما دعا جلالته إلى "تضافر جهود كافة الفعاليات الوطنية، للتأهيل لكسب تحدياته، وحسن استثمار الفرص التي يتيحها في جميع المجالات". ولاحظ السيد عالم أن الاتحاد الاوروبي، الذي تحذوه نفس الإرادة السياسية التي لدى المغرب في توطيد هذه الشراكة، انخرط في مواكبة مسلسل الاصلاحات التي باشرتها المملكة على مختلف الأصعدة، وخاصة السياسية والاقتصادية والقانونية والاجتماعية والانسانية وذلك بغية تعزيز المجتمع الديمقراطي الحداثي الذي ينشده جلالة الملك. وتابع السيد عالم أنه انسجاما مع المشاريع المهيكلة الكبرى التي ينفذها المغرب، فإن تعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية ستمكن من فتح آفاق جديدة لتنمية البلاد، خاصة من خلال تأمين ولوج أكبر للاقتصاد الوطني في السوق الأوروبي، ووضع اتفاق معمق للتبادل الحر وإطار تعاقدي جديد يعوض اتفاق الشراكة. وأكد السيد عالم أن الوضع الخاص للمملكة، التي تتميز في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي عن باقي بلدان الجوار، عبر مشاركتها في مشاورات مع هيئات الاتحاد الأوروبي وخاصة أشغال لجنة السياسة والأمن ولجنة حقوق الانسان التابعتين للاتحاد الأوروبي. وأكد السفير أن أشغال هذه القمة، التي سيكون عليها أن تعزز الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين، من شأنها أن تعطي قيمة مضافة لعلاقاتهما الوطيدة والتي تعززت مؤخرا بانضمام المغرب الى مركز الشمال-الجنوب التابع للمجلس الاوروبي عبر تقدمه بطلب "وضعية مراقب" ببرلمان المجلس الاوروبي، وكذا من خلال القرار المشترك بإحداث لجنة برلمانية مختلطة. وذكر، في هذا الاطار، بالعدد الكبير للاتفاقيات الثنائية القطاعية التي أبرمت أو في طور المباحثات، وخاصة تلك المرتبطة بتحرير مبادلات المنتجات الفلاحية وتسوية الخلافات والصيد والتعاون العلمي والتكنولوجي، وكذا الاتفاق حول تحرير المبادلات في مجال الخدمات وحقوق المنشأ. وبخصوص الأهمية التي تكتسيها قمة غرناطة، أكد السيد عالم ان هذا اللقاء سيتيح ، بدون أدنى شك، للاتحاد الاوروبي وللمغرب تعزيز الاجندة السياسية والاستراتيجية للتعاون القائم بينهما. وأبرز في هذا الاطار الأهمية النوعية لتمثيلية الطرفين في هذه القمة، خصوصا من خلال حضور رئيس الحكومة الاسبانية السيد خوسي لويس رودريغيث ثباتيرو، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي والرئيس الدائم للمجلس الاوروبي السيد هيرمان فان رومباي الذي يقود وفدا هاما يضم رئيس اللجنة الاوربية السيد خوسيه مانويل باروثو. أما عن الجانب المغربي، فأوضح السفير أن الوفد من مستوى عال المشارك في القمة سيترأسه الوزير الاول السيد عباس الفاسي. وسيبحث الطرفان قضايا سياسية هامة وخاصة العلاقات الثنائية والجهوية والدولية ذات الاهتمام المشترك من قبيل مسلسل السلام بالشرق الاوسط واتحاد المغرب العربي والاتحاد من أجل المتوسط والوضع بإفريقيا بالاضافة الى مواضيع اخرى من بينها الازمة الاقتصادية والتغيرات المناخية.