حذرت صحيفة "إيل ديا" الكنارية في عددها الصادر يوم السبت المنصرم، من أن "ظاهرة الإرهاب بتندوف٬ جنوب غرب الجزائر٬ تعرف تناميا متزايدا"٬ مشيرة إلى "الروابط" القائمة بين البوليساريو والقاعدة في منطقة الساحل رغم أن درجة الارتباط بين الحركتين مازالت تستدعي المزيد من التدقيق. في هذا الصدد٬ ذكر الصحافي رامون مورينو في مقال بعنوان "إرهاب متنامي بتندوف"، استنادا إلى صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية، أن الحكومة الوهمية ل(البوليساريو) أقرت رسميا ب "وجود نشطاء صحراويين في صفوف المجموعات الإرهابية لتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)". وأشار إلى أن "وزير الدفاع" المزعوم ب(البوليساريو) كان أكد في هذا الإطار أن "مجموعة أولى من عناصر البوليساريو كانت التحقت بتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، فيما انخرطت مجموعة ثانية تتكون من 14 شخصا في صفوف (الحركة من أجل الوحدة والجهاد بغرب إفريقيا)". وأضاف الصحافي نقلا عن صحيفة "لاغاثيتا إبيريكا" أن "علاقة البوليساريو باختطاف ثلاثة أوروبيين يعملون في المجال الإنساني أمر أكيد"٬ مبرزا أن عدة مؤشرات تفيد بوجود تعاون بين عناصر (البوليساريو) والمجموعات الجهادية٬ مع احتمال كبير لوجود تبادل للمعلومات والتوجيه". وحسب كاتب المقال٬ فإن مصالح الاستخبارات قد تكون حذرت مسبقا الحكومة الإسبانية من هذا الخطر٬ وهو ما دفع مدريد إلى ترحيل متعاونيها من مخيمات تندوف، يوم 28 يوليوز الماضي. في هذا الصدد، ذكر الصحافي الإسباني بالتصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل غارثيا مارغايو، الذي قدم توضيحات أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، حول قرار الحكومة الإسبانية بشأن سحب متعاونيها من مخيمات تندوف. من جهة أخرى٬ أكد الصحافي أن نزاع الصحراء، الذي "يكلف الجزائر 600 ألف مليون دولار٬ وهو تحديدا قيمة العجز الذي يعانيه المجمع الصناعي البترولي الجزائري "سوناتراك"٬ مشيرا إلى أن هذا الرقم المخيف قد يعادل الناتج الداخلي الخام لعدة بلدان إفريقية. وخلص الصحافي إلى أنه ليس هناك أدنى شك بخصوص تورط الجزائر في كل ما يحدث بالمغرب العربي والساحل٬ معتبرا أن "استراتيجية القوات المسلحة الجزائرية، التي تتحكم فعليا في السلطة بالبلاد منذ عهد بن بلة، كانت دائما تتمثل في نقل مشاكلها الداخلية خارج حدودها".