صخب يعلو أرجاء محطة المسافرين اولاد زيان بالدارالبيضاء، على نحو يعكس أن هناك طارئا غيَر الأجواء العادية للمكان، فسائقو حافلات المسافرين يعتكفون بالمحطة منذ ليلة الأحد الماضي، بعد قرار الإضراب الذي حددوه في 72 ساعة، بدءا من فاتح أكتوبر الجاري والذي من المحتمل أن يمتد إلى أجل غير معلوم إن لم يحسم في ملفهم المطلبي، حسب ما ذكره عبد العالي خافي، نائب الكاتب الوطني لنقابة اللجان العمالية، ل"المغربية"، خلال زيارتها للمحطة أمس الثلاثاء، للوقوف عن كثب على مشاكل السائقين المضربين عن العمل والوضع في المحطة. ويُتوقع أن تشل حركة تنقل المسافرين بين مدن المغرب إلى غاية عيد الأضحى، الذي سيحل في ال27 من أكتوبر الجاري، في حال استمرار الإضراب بقرار من سائقي حافلات المسافرين، وفق ما أكده خافي، في حين، يعتزم سائقو سيارات الأجرة شن إضراب مماثل ومواز، تضامنا مع زملائهم في قطاع النقل، لتعجل الوزارة الوصية بحل مشاكل السائقين المتعلقة أساسا بعدم تحديد المسؤولية عند وقوع حوادث السير، حسب ما قاله محمد خافي، الكاتب العام للجامعة الوطنية لسيارة الأجرة، في تصريح ل"المغربية". من جهة أخرى، أكد عبد العالي خافي أن "سائقي حافلات المسافرين سيصعدون احتجاجهم، بصرف النظر عن التبعات السلبية التي قد تصاحب إضرابهم، مادامت وزارة التجهيز والنقل لم تعالج مشاكلهم، باستمرار تجاهل ملفهم الاجتماعي"، مضيفا أن "السائقين ضاقوا درعا بالإكراهات التي يعشونها في خضم مهنة، غالبا ما يتحملون فيها كامل المسؤولية". وأضاف أنه "كلما وقعت حادثة سير إلا وكان سائق الحافلة المسؤول عنها، لتسحب منه رخصة السياقة ويزج به في السجن، بعيدا عن تحديد المسؤولية الحقيقية وراء النازلة"، مؤكدا أن "السائقين لن يتراجعوا عن خوض إضراب مفتوح، إن لم تتدخل الوزارة الوصية لإصلاح أوضاعهم، وإصلاح قطاع النقل بالمغرب، خاصة أن عدد السائقين المسجونين والمحرومين من رخص السياقة في تزايد مستمر، بعيدا عن اتخاذ تدابير وإجراءات تضمن حقوقهم وتوفر لهم ظروفا ملائمة للاشتغال". من جهته، قال عبد العالي ابن عواد، نائب الكاتب العام لنقابة شغيلة النقل الطرقي للمسافرين (اللجان العمالية المغربية)، إن "مدونة السير، التي استوفت سنتين، لم تغير من واقع السائقين في اتجاه الأحسن، كما لم تحقق مطالبهم المشروعة"، مضيفا أن "الأمر الوحيد الذي لامسه السائقون من المدونة، هي العقوبات الزجرية في حقهم، خاصة عند وقوع الحوادث، إذ يضطر السائق، في ظل وضعه الاجتماعي الهش، إلى تحمل تبعات أخرى، والسائقون يلحون من خلال إضرابهم على معالجة ملفهم الاجتماعي، وتطبيق الوعود التي التزمت بها الوزارة معهم". واستخلصت "المغربية" من حديثها مع بعض سائقي حافلات المسافرين في محطة ولاد زيان، أنهم "يعتبرون إضرابهم "ناجحا بنسبة عالية"، بعدما استجاب له باقي السائقين في مختلف المدن، وهم عازمون على مواصلته، وإن كلفهم ذلك شل حركة النقل بالمغرب، اعتبارا إلى أن "أوضاعهم الاجتماعية مزرية، ولم تترك لهم خيارا غير التوقف عن العمل، حتى وإن كان عيد الأضحى على الأبواب وهو الموعد الذي تكثر فيه الرحلات والأسفار بالمغرب".