أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون٬ سعد الدين العثماني٬ أول أمس الأربعاء، بنيويورك٬ على ضرورة إعطاء الأولوية لاستعادة مالي لوحدتها الترابية٬ ووضع حد للأعمال الإرهابية والإجرامية المرتكبة فوق ترابها. وقال العثماني٬ في تدخل خلال نقاش رفيع المستوى حول الساحل٬ في إطار الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة٬ إنه ينبغي "إعطاء الأولوية لاستعادة مالي لوحدتها الترابية٬ ووضع حد للأعمال الإرهابية والإجرامية المرتكبة ضد أبناء الشعب المالي٬ إضافة إلى توفير المساعدات الضرورية للدول المجاورة لها٬ لتقوية قدراتها الوطنية وتطوير مؤسساتها الأمنية وتدبير حدودها بشكل جيد٬ لمؤازرتها في محاربة الجريمة المنظمة عبر الوطنية٬ خاصة تجارة المخدرات والإرهاب". وفي هذا السياق٬ ثمن قرار مجلس الأمن الرامي إلى تطوير استراتيجية مندمجة للأمم المتحدة حول الساحل٬ معربا عن الأمل في أن تعالج هذه المبادرة٬ بشكل مركز وشامل٬ التحديات الأمنية والإنسانية والتنموية في منطقة الساحل على المدى القصير والمتوسط٬ وتضمن تضافر الجهود الأممية على أرض الواقع. وأشاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون بقرار الأمين العام الأممي تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة للساحل٬ لمواكبة جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا٬ ومالي من أجل تسوية الإشكالية الأمنية في هذه المنطقة. وسجل الوزير ضرورة إيلاء المجموعة الدولية لاهتمام خاص للتحديات السوسيو - اقتصادية والإنسانية التي تواجهها دول الساحل٬ خاصة مشكل الأمن الغذائي٬ مشيدا٬ بهذه المناسبة٬ بالمبادرة الفرنسية الأخيرة القاضية بإحداث مجموعة أصدقاء الساحل. وأكد العثماني استعداد المغرب لتقديم جميع المساعدات اللازمة لتحقيق أمن وتنمية منطقة الساحل والصحراء٬ وغرب إفريقيا٬ مشيرا٬ في هذا الصدد٬ إلى مختلف المبادرات التي اتخذتها المملكة على الصعيد الإقليمي٬ خاصة على مستوى الاتحاد المغاربي والعربي والإسلامي وتجمع الساحل والصحراء٬ والمؤتمر الجهوي لتأمين الحدود٬ وكذا المؤتمر الوزاري للدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي. كما جدد التأكيد على استعداد المغرب التام والتزامه الدائم بالمساهمة في كل الجهود الإقليمية والجهوية والدولية من أجل استقرار الساحل. وكانت كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون٬ أكدت٬ في وقت سابق خلال الاجتماع نفسه٬ أن حالة الفوضى والعنف السائدة في مالي٬ والتي أصبحت تهدد أمن المنطقة بأكملها٬ تعد "قنبلة موقوتة" لم يعد مسموحا للمجموعة الدولية تجاهلها.