نقل حميد شباط وعبد الواحد الفاسي، المتنافسان على منصب الأمانة العامة لحزب الاستقلال، صراعهما إلى الشبيبة الاستقلالية، التي لها دور كبير في تغليب كفة أحد المرشحين على حساب الآخر. وعلمت "المغربية" من قيادي في حزب الاستقلال، فضل عدم ذكر اسمه، أن دورة اللجنة المركزية للشبيبة الاستقلالية، التي ستنعقد بعد غد الأحد، بالرباط، ستعمل على استصدار قرار داعم لحميد شباط لمنصب الأمانة العامة، بينما يسعى أنصار عبد الواحد الفاسي، إلى وقف تمرير أي قرار يمكن أن تعبر فيه الشبيبة عن موقفها من الصراع على الأمانة العامة، إذ يطالب أنصار الفاسي، الذين يشكلون أقلية داخل الشبيبة، بأن تكون الشبيبة الاستقلالية بعيدة بالمسافة نفسها عن المتنافسين، حتى يتسنى الحسم للمجلس الوطني، الذي سينعقد يوم 22 شتنبر المقبل، في موضوع انتخاب الأمين العام الجديد للحزب خلفا لعباس الفاسي. بالمقابل، أكد عبد القادر الكيحل، رئيس الشبيبة الاستقلالية، في تصريح ل "المغربية"، أن الشباب الاستقلالي معني أكثر بمستقبل حزب الاستقلال، وأن الشبيبة هي الشريان الأساسي الضامن لحياة الحزب، مشيرا إلى أن الدورة المقبلة للجنة المركزية للشبيبة الاستقلالية هي سيدة نفسها و"لا يحق لأي أحد توجيه نقاشاتها ومواقفها". وأضاف الكيحل "إذا ارتأت اللجنة المركزية التعبير عن موقفها في موضوع انتخاب الأمين العام المقبل فذلك حقها السيادي، الذي لا يمكن لأي أحد، داخل الشبيبة أو خارجها، أن يحرمها منه". وشن الكيحل، الذي يتحمل مسؤولية عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، إضافة إلى قيادته للشبيبة، هجوما شرسا على بعض قيادات الحزب الموالين لترشح عبد الواحد الفاسي لمنصب الأمانة العامة، واتهمهم بأنهم يسعون إلى السطو على الحزب. وقال "لا يمكن أن يكون حزب الاستقلال حزبا للأتباع أو حزبا للحواريين، وسننتصر على من يريد أن ينتقل بالحزب من العلاقات الديمقراطية الأفقية إلى العلاقات العمودية المبنية على علاقة الشيخ والمريد". وأضاف "هناك أقلية في الحزب لم يسعفها الحظ في أن تكون موجودة في قلب المعارك الانتخابية والسياسية، فأصبح لها نوع من العداء للذين يفوزون في الانتخابات، وهم واعون أن حزب الاستقلال لا يمكن أن يقرر مستقبله من ليس له امتداد شعبي". وبنبرة حادة، تابع قوله "حزب الاستقلال هو فكر مستمر في حنايا الشعب المغربي، يجب أن يتمثله من له ارتباط بالشعب، وهذا هو المشكل المطروح حاليا"، مشيرا إلى أن من يجب أن يتولى قيادته يجب عليه أن يكون على علاقة حميمية مع المغاربة، وقال "في غياب العلاقة الحميمية المباشرة مع الجماهير لا يمكن أن نتحدث عن فاعلية، والاستقلالية درجات، على وزن الإيمان درجات والمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وكذلك الاستقلالي القوي المرتبط بالجماهير هو أحب إلى الاستقلاليين، بشكل عام، من الاستقلالي المنكمش، والذي لا ينجح في الانتخابات"، متطلعا إلى أن يتفاعل حزب الاستقلال تفاعلا إيجابيا مع التحولات الإقليمية التي أتى بها الربيع العربي، "التي كانت ضد التوريث وضد الاستبداد والاستكبار"، مبرزا أن المغرب استفاد من هذا الربيع وكذلك على حزب الاستقلال أن يستفيد منه و"لا يمكن إلا أن يكون الحزب في قلب الربيع العربي، وأن ينجح يوم 22 شتنبر المقبل، بإحداث التغيير على مستوى كل البنيات التنظيمية التقليدية، التي لا تدفع بالعمل إلى الأمام".