أكدت صحيفة "البيروانو" البيروفية، يوم الخميس المنصرم، أن عهد جلالة الملك محمد السادس يتميز بالانفتاح والتحديث والتسريع من وتيرة الإصلاحات. وأضافت الصحيفة، التي أفردت ملحقا خاصا للحديث عن المملكة بمناسبة عيد العرش، أن المغرب وبفضل التوجيهات السامية لجلالة الملك عرف تقدما اقتصاديا ودينامية سياسية٬ وأضحى يتوفر على مدونة للأسرة متقدمة جدا، بالمقارنة مع باقي بلدان العالم العربي والإسلامي. وأشارت الصحيفة في ملحق تحت عنوان "المغرب 1999 -2012...عهد جديد" إلى أن المغرب اليوم، هو مغرب متضامن يعمل على إرساء دولة الحق والقانون وإيجاد حل لقضيته الوطنية في إطار سيادته على أقاليمه الجنوبية. وفي معرض حديثها عن الملكية بالمغرب، قالت الجريدة إن العرش العلوي والشعب كانا دائما متلاحمين في كل المعارك٬ حيث كان المغفور له جلالة الملك محمد الخامس يشكل رمزا للمقاومة ضد الاستعمار وأب الاستقلال٬ في حين كان المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني هو مؤسس المغرب العصري٬ معتبرة أن الملكية هي أحد رموز المغاربة ومكون قوي في هويتهم. وذكرت الصحيفة البيروفية، في هذا الصدد، بمضمون خطاب العرش لسنة 2003، الذي أوضح فيه جلالته طبيعة التعاقد الذي يجمع الملكية والشعب٬ من خلال تأكيد جلالته على أنه "قد تم تحديث هذا الالتزام الديني والتاريخي المستمر، طبقا للشرعية بتعاقد سياسي دستوري عصري أجمعت الأمة من خلاله على اعتبار الإسلام دين الدولة والملك أميرا للمؤمنين". من جانب آخر٬ استعرضت الصحيفة بعض مواطن القوة في الاقتصاد المغربي٬ مشيرة على سبيل المثال إلى المميزات السياحية للمملكة التي تتوفر على ساحل يمتد على أكثر من 3500 كلم، وعلى جبال وصحراء وعلى تراث ثقافي غني ومدن موغلة في العراقة، ومأكولات وصناعة تقليدية متنوعة. وذكرت "البيروانو" بانتقال عدد السياح الذين زاروا المغرب ما بين 2005 و2009 من 8,5 إلى أزيد من 8,3 ملايين سائح، مسجلة بأن المملكة جذبت خلال الفترة نفسها استثمارات أجنبية مباشرة تجاوزت 2500 مليون أورو٬ مشيرة إلى أن المملكة تراهن على تعزيز قطاع السياحة وجعله قطاعا أساسيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وبخصوص البنيات التحتية٬ أوضحت الصحيفة أن المغرب أطلق منذ عشر سنوات مشاريع كبرى من أجل تحسين بنياته التحتية وجعلها تستجيب للمعايير الدولية٬ مشيرة بهذا الخصوص إلى ميناء طنجة - المتوسط وتحسين شبكة الطرق الوطنية، بالإضافة إلى توفر المملكة على شبكة من المطارات. من جانب آخر٬ تضمنت الصحيفة حوارا مع سفيرة المغرب بالبيرو أمامة عواد لحرش أكدت فيه أن المملكة كانت عبر تاريخها الطويل أمة قوية منفتحة ومتسامحة توحدها الملكية٬ مضيفة أن المغرب يحظى بملكية دستورية وبرلمانية واجتماعية. وفي معرض ردها على سؤال للصحيفة حول خصوصيات "الاستثناء المغربي" في ظل ما يطلق عليه "الربيع العربي"٬ أوضحت السفيرة أن جلالة الملك محمد السادس قام منذ انطلاق أولى مسيرات 20 فبراير بسلسلة من الإصلاحات السياسية والاجتماعية العميقة٬ وأعلن عن إصلاحات دستورية وعن إجراء انتخابات أدت إلى تشكيل حكومة أفرزتها صناديق الاقتراع. ولاحظت عواد أن خصوصية الاستثناء المغربي تتجلى، أيضا، في كون المتظاهرين في المغرب لم يطالبوا٬ كما هو الشأن في تونس، ومصر، وليبيا، وسورية٬ بتغيير النظام٬ بل طالبوا فقط بحقوقهم الأساسية والاجتماعية في مظاهرات سلمية . وسجلت الديبلوماسية المغربية، من جهة أخرى، بعض جوانب التقارب بين المغرب والبيرو٬ بحيث إنه بغض النظر عن بعض الاختلافات اللغوية والدينية وعن البعد الجغرافي بين البلدين٬ فإن هناك تاريخا مشتركا يجمع بينهما يعود إلى مرحلة الأندلس. ولاحظت أن المطبخ البيروفي تأثر كثيرا بالمطبخ العربي بشكل عام والمغربي بشكل خاص، كما أن هناك أزيد من أربعة آلاف كلمة في اللغة الإسبانية من أصل عربي. وأشارت عواد في الختام إلى أن كلا البلدين " يجتازان التحديات نفسها، ولهما التطلعات نفسها، ويتقاسمان القيم والمبادئ الديمقراطية نفسها".