أكد الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، يوسف العمراني٬ مساء يوم الاثنين المنصرم، بباريس٬ أن المغرب جعل على الدوام من "التطور في إطار الاستمرارية" مبدأ أساسيا في ممارسته السياسية. وأوضح العمراني، خلال حفل إفطار نظمته سفارة المغرب بفرنسا، بمناسبة عيد العرش، على شرف ضيوف مغاربة وأجانب من ضمنهم ثلاثة وزراء فرنسيين٬ أنه جرى تفعيل هذا المبدأ بنجاح بفضل سلسلة من "المؤهلات والخصوصيات المؤسساتية والهوياتية والسياسية". وأشار٬ على الخصوص٬ إلى الشعور بالانتماء إلى أمة متينة على الدوام يمكن البلاد من التأليف بين مختلف روافد هويتها الوطنية٬ والتشبث بإسلام معتدل ومتسامح٬ واحترام التعبير للمعارضة المشروعة٬ والنشاط النقابي الحر والصحافة التعددية. وأضاف أن المؤسسة الملكية التي تشكل على الدوام رمز استمرارية الدولة وضامن وحدة البلاد٬ ظلت في قلب مسلسلات تقدم وتنمية الوطن. وبعدما ذكر بمختلف الإصلاحات التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش٬ أكد الوزير أن الدستور الجديد أتى ليتوج هذا المسار، من خلال فتح أوراش جديدة تروم ترسيخ الفصل بين السلط واستقلالية القضاء وإرساء مجتمع ديمقراطي منفتح ومستقر. من جهة أخرى٬ أبرز العمراني الشراكة "المتميزة" القائمة بين المغرب الذي يعرف تحولا تحت قيادة جلالة الملك وفرنسا٬ التي تحتل "مكانة متميزة" على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والإنساني. وأشار إلى أن العلاقة المتفردة والأخوية بين البلدين تتعزز بشكل يومي٬ خاصة من خلال الروابط الإنسانية الغنية والمكثفة التي نسجها الشعبان على مدى تاريخهما المشترك، مشيدا بالجالية المغربية المقيمة في فرنسا والفرنسيين المقيمين في المغرب، من أجل عملهم لفائدة الصداقة المغربية الفرنسية. وقال إنه "يتعين أن نعمق هذه الشراكة المتميزة من دون توقف"٬ مؤكدا أن "فرنسا ستجد في المغرب ذلك الصديق المخلص والشريك ذي المصداقية". وأشاد المشاركون من جهتهم بتميز العلاقات المغربية الفرنسية٬ منوهين بالأوراش الكبرى التي أطلقتها المملكة تحت قيادة جلالة الملك٬ والتي تروم تكريس دولة الحق والقانون ورفاهية الشعب. وإضافة إلى العمراني٬ حضر هذا الحفل سفيرة المغرب لدى اليونيسكو، زهور العلوي٬ والقائم بالأعمال المغربي بفرنسا، رضوان الدغوغي٬ وكذا القناصل العامون للمملكة بمنطقة باريس (باريس٬ أورلي٬ فيلموبل٬ بونتواز٬ كولومب)٬ وأورليانس. وتميز هذا الحفل بحضور الوزيرة المنتدبة المكلفة بالفرنسيين بالخارج، هيلين كونوي موري٬ والوزير المنتدب المكلف بالتنمية باسكال كانفان٬ والوزير المنتدب المكلف بالمدينة، فرانسوا لامي٬ والعديد من النواب والشيوخ٬ وأعضاء بالسلك الدبلوماسي المعتمد لدى فرنسا واليونيسكو٬ وشخصيات من عالم الفن والثقافة والإعلام والاقتصاد٬ وممثلون عن الجالية المغربية المقيمة في فرنسا.