نظم مركز التنمية لجهة تانسيفت، بتعاون مع مجموعة من منظمات المجتمع المدني، أخيرا، حملة طبية مجانية لفائدة رواد الحلقة، الذين صنعوا الفرجة بساحة جامع الفنا على مر العصور، وساهموا في التعريف بالساحة العالمية، تخليدا لذكرى إعلانها ضمن روائع التراث الشفوي الإنساني، من طرف منظمة اليونسكو. وتهدف العملية، التي أطرها أطباء متطوعون من مختلف الاختصاصات، إلى المساهمة في تحسين الأوضاع المادية والمعنوية لهذه الفئة، وإعادة الاعتبار لمهنيي الحلقة، وتحسين ظروف عملهم. وعرف الاحتفال بذكرى تصنيف الساحة تراثا شفويا للإنسانية، تنظيم أنشطة متنوعة للتحسيس بالاهتمام برواد الحلقة، والمحافظة على هذا الموروث الحضاري، الذي ارتبط بتاريخ مراكش عبر مختلف العصور، وكذا معرض لمختلف الصور النادرة لساحة جامع الفنا، توافد عليه العديد من الزوار المغاربة والأجانب، الذين اطلعوا على المحطات التاريخية، التي مرت منها الساحة العفوية، والوجوه الكثيرة التي تعاقبت عليها عبر تاريخها الطويل، سواء من استمر لون فرجته مع ممارسين جدد، أو من انقرض فنه بذهابه، أمثال امبارك الملقب ب"الكوشي"، والشرقاوي "مول الحمام"، ومولاي أحمد "حمقة"، والبشير "دكتور الحشرات"، ومولاي عبد السلام "الصاروخ"، وكبور "مول البيشكليت"، وعمر "ميخي". وتخلل فقرات المبادرة الإنسانية، التي استفاد منها مختلف مهنيي الحلقة، تكريم الكاتب الإسباني خوان غويتيصولو، المقيم بمراكش، الذي دفعه تعلقه بالساحة إلى تسليط الضوء عليها، بعد أن وجد فيها كل أنواع الفرجة، وألهمته الاهتمام بموضوع التراث الشفوي والأدبي المخزون في الذاكرة الشعبية على ألسنة رواد الحلقة. وحسب أحمد الشهبوني، رئيس مركز التنمية لجهة تانسيفت، فإن تصنيف ساحة جامع الفنا من طرف اليونسكو، تراثا شفهيا لا ماديا للإنسانية في ماي 2001، أصبح يفرض على الساحة أن تكون في مستوى تطلعات أولئك الذين مازالوا يناضلون من أجل تخليدها كمركز حي للترفيه والثقافة، وملتقى لمختلف مكونات تراثنا. وأضاف الشهبوني، في تصريح ل"المغربية"، أن منظمات المجتمع المدني، التي ساهمت في هذه المبادرة، تعتقد أن نجاح هذه الإجراءات المتعلقة بالجودة، رهين بمدى تحسين ظروف عمل هذه الفئة من المنشطين، الذين لولاهم لأصبحت الساحة دون روح.