عاينت "المغربية" عن كثب أجواء اليوم الأول من امتحانات البكالوريا في الثانوية التأهيلية شوقي بالدارالبيضاء.وصرح عدد من تلاميذ العلوم التجريبية أن مادة الفيزياء والكيمياء، التي اختبروا فيها صباح أمس الثلاثاء، كانت في متناول من حضر لها بجدية أكبر، خاصة أنها تستدعي حفظ بعض القواعد بموازاة استيعاب خاصياتها العلمية (الصديق) وقال عدد من التلاميذ إن الساعات الثلاث في الامتحان مرت في "أجواء تتسم بالصرامة من قبل الأساتذة المشرفين على الحراسة، تفاديا لاتخاذ إجراءات تأديبية في حق الغاشين، قد تمنعهم من الترشح لامتحان البكالوريا لفترة معينة، حسب كل حالة غش". وجاءت مادة الفيزياء والكيمياء في شكل خمس صفحات من التمارين، حسب نسخة الاختبار، حصلت "المغربية" عليها، ووصفها بعض التلاميذ الممتحنين ب"المرهقة"، باعتبار أن كل تمرين يضم مجموعة من الأسئلة المركبة والرسومات البيانية، تفرض على التلميذ تركيزا كبيرا في حل المسائل الفيزيائية والكيمائية، استنادا إلى حسابات رياضية. وأكد تلاميذ من هذه الثانوية، في تصريحات ل"المغربية"، أنهم كانوا تحت "حراسة أستاذين، ما حال وجودهما دون ظهور حالات غش وسط القسم بعد مساع فاشلة لتلاميذ حاولوا تدارك العجز عن الإجابة"، في حين قال خمسة تلاميذ آخرين إن تلميذا ضبط في حالة غش، وسحبت ورقة الامتحان منه، ثم قدم إلى لجنة مكلفة بمراقبة أجواء الامتحان داخل المؤسسة، ما جعل "التلاميذ الممتحنين داخل القسم يتفادون الوقوع في الخطأ نفسه، معتمدين على قدراتهم الذاتية لتقديم من تيسر لهم من أجوبة عن الأسئلة المطروحة"، مشيرين إلى أن "عملية الغش لم تعد تقتصر على اعتماد الأشرطة الورقية المكتوبة بخط صغير، بل تعدته إلى استعمال سماعات هاتفية يبلغ ثمنها 2500 درهم، تشتغل عن طريق البلوتوت، وهي وسيلة غير متاحة لجميع التلاميذ لكلفتها المادية، إلى جانب اكتفاء بعض التلاميذ بإمكانياتهم الذهنية، بمنأى عن المشاكل خلال اجتياز امتحان البكالوريا"، حسب إفادات بعض التلاميذ. كما عبر بعض التلاميذ عن استعدادهم للتعاطي مع مواد الامتحان الأخرى، مثل الرياضيات والفلسفة، بروح متفائلة، بعدما بذلوا ما استطاعوا للحفظ والفهم. وفي الإطار ذاته، وزع كتيَب على التلاميذ الممتحنين عند استلامهم استدعاء الامتحان، من قبل المركز الوطني للتقويم والامتحانات، التابع لوزارة التربية الوطنية، وهو بمثابة دليل يوجه التلاميذ خلال فترة الامتحان، بدءا من الشروحات المتعلقة بمكونات امتحان البكالوريا وشروط النجاح فيه، وتوجيهات الإعداد له، ثم تأكيد ضرورة تفادي محاولات الغش. ومن بين التحذيرات الواردة في "الكتيَب"، أنه "يمنع منعا كليا إدخال الهاتف المحمول إلى قاعة الامتحان، ويمنع منعا كليا تبادل الحديث بين المترشحين أثناء فترات إجراء الاختبارات، ويمنع منعا كليا تبادل أي وثيقة أو ورقة بين المترشحين، كما يمنع منعا كليا مغادرة قاعة الامتحان قبل انصراف المدة المخصصة للاختبار". وعند ضبط حالة غش، فإن "الخداع في الامتحانات والمباريات يعتبر بمثابة جنحة يعاقب عليها القانون، بسجن تتراوح مدته بين شهر وثلاث سنوات وبغرامة مالية، إلى جانب بطلان ما يحتمل من نجاح في المباراة أو الامتحان المرتكب فيه الخداع، ثم اتخاذ إجراءات تأديبية في حق الغاشين". يشار إلى أن عدد المترشحين لنيل شهادة البكالوريا لدورة 2012 بلغ، على الصعيد الوطني، 451 ألفا و953 مترشحا، بينهم 210 آلاف و991 مترشحة.