بعد الجدل الذي أثارته بعض البرامج المتعلقة بالجريمة بالمغرب، مثل "أخطر المجرمين"، الذي تقدمه القناة الثانية، و"مسرح الجريمة"، على قناة "ميدي 1 تي في"، دعا وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، الاثنين الماضي، إلى مراجعة الإطار المنظم لها "حتى لا تنشأ حالة التطبيع مع الجريمة". ونتيجة لهذا الجدل، اعتبر حسن الرميد، رئيس تحرير برنامج "أخطر المجرمين"، الذي يقدم في أول جمعة من كل شهر على قناة "دوزيم"، أن "العنف نعيشه في حياتنا اليومية، ونشاهده في الأفلام". وقال "عندما نقدم عملا ناجحا، نتعرض للتشويش، و"أخطر المجرمين" برنامج توعوي ناجح، وأرحب بالانتقادات، أما الاعتقاد بأن البرنامج يساعد في تنامي الجريمة، فهذه أضحوكة". وأضاف الرميد، في تصريح ل"المغربية"، أن البرنامج يقدم بتعاون مع وزارة العدل، وإدارة الأمن الوطني، ولديهما مستشارون، أكدوا جميعا الدور الاجتماعي الفعال للبرنامج من أجل محاربة الجريمة في المغرب، مشيرا إلى أن إدارة الأمن الوطني أعلنت، هذا الأسبوع، عن غلاف مالي لمحاربة الجريمة، وقال "لو اكتشفت أن البرنامج يساهم بشكل أو بآخر في التشجيع على الجريمة، لكانت أول من رفض التعامل معنا ومدنا بكل المساعدات اللازمة لإنجاح أخطر المجرمين". وأضاف الرميد أن المغاربة "عيابة" بطبعهم، لأنهم يتجهون دائما عكس التيار"، مبرزا أن الرأي العام لا يتوحد، ويمكن أن يتعرض البرنامج للانتقادات، لكنه استغرب تعرضه للهجوم من قبل محلل نفسي، اعتبر بأنه خطير على المراهق، موضحا أن "المحلل النفسي في العالم ينظر إلى هذه البرامج بنظرة علمية، بدليل أن أغلب بلدان العالم تقدم أكثر من برنامج حول الإجرام، بهدف محاربة هذه الظاهرة". ويرى الرميد أن "البرنامج يقدم رسالة واضحة من خلال عمل يقدم القضية بالصوت والصورة، لتقريب المشاهد من الحدث، ولا يقدم المجرم بطلا بل العكس، لأن البطل هو رجل الأمن والمحقق، الذي يظهر ذكاءه من خلال وقائع الجريمة، بينما يأخذ المجرم عقابه أمام العدالة". وكان مصطفى الخلفي قال، في رده على سؤال شفوي بمجلس النواب حول "برامج الجريمة في الإعلام العمومي"، إن الإعلام العمومي "يجب ألا يتورط في مثل هذه البرامج، التي تقدم المجرمين كأبطال، ما يؤدي، بشكل أو بآخر، إلى تنمية ثقافة الجريمة، والتطبيع معها". وأبرز أن عددا من القنوات العمومية بذلت جهدا لتطوير هذه البرامج، لتلعب دورا تربويا، من أجل التحذير من الجريمة والتنبيه من مخاطرها٬ وإبراز جهود الأمن في هذا الصدد.