أعلن صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، خلال يوم دراسي حول "الشباب والمقاولة"، نظمته "رابطة الأحرار"، بمدينة فاس يوم الجمعة الماضي أن حزبه سيطرح، في الأسبوع الجاري، أمام البرلمان، مقترح قانون يتعلق بتشجيع خلق المقاولات الخاصة، في إطار برنامج "بداية"، الذي كان الحزب اقترحه قبل حوالي سنة، حين كان مزوار وزيرا للاقتصاد والمالية في الحكومة السابقة. وقال زعيم التجمع خلال تدخله في اليوم الدراسي، الذي شارك فيه كل من منصف بالخياط، عضو المكتب السياسي للتجمع، وأحمد رضا الشامي، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، إن حزبه، رغم تموقعه في المعارضة، إلا أنه "مستمر في التفاعل مع طموح الشباب وقضايا البلاد، عبر المساهمة في حل إشكالية التشغيل وتشجيع الشباب على المبادرة الحرة". وأضاف مزوار أن مشروع "بداية" سيساهم في دمقرطة عملية خلق المقاولات الخاصة عن طريق تبسيط المساطر والإجراءات. وأوضح مزوار أن المقاربة الجديدة، التي يحملها برنامج "بداية"، حاولت أن تتجاوز جميع المعيقات التي تقف في وجه الشباب الراغبين في خلق مقاولاتهم الخاصة، كالإجراءات الإدارية المعقدة، وضرورة التوفر على مقر ورأسمال، مشيرا إلى أنه "سيصبح لكل شخص الحق، في حالة إقرار القانون المنظم لبرنامج "بداية"، خلق مقاولته الخاصة بسهولة عن طريق الإنترنت، كما أنه ليس مفروضا على مقاولته التوفر على مقر أو مكتب، ويمكن لحامل مشروع أي مقاولة أن يجعل من مقر سكنه أو سكن عائلته مقرا لها، كما يتسنى له الإعلان عن تأسيس مقاولته دون التوفر على رأسمال". ومن أهم ما جاء به هذا البرنامج، حسب مزوار، هو أن المقاولة حديثة النشأة تبقى معفاة من الضرائب إلى غاية أن تصبح قادرة على تحقيق المداخيل، على ألا تتعدى قيمة مجموع هذه الضرائب 5 في المائة من رقم المعاملات ومتضمنة للتغطية الصحية، فيما يمكن لأي مقاولة متعثرة، حسب برنامج "بداية"، أن توقف نشاطها، على أن تستأنفه متى تسنى لها ذلك، ودون أي تبعات جبائية، ما سيحفز الشباب على خلق مقاولاتهم الخاصة، دون الخوف من المستقبل والمصير. من جانبه، ذكر منصف بلخياط، في معرض حديثه في اليوم الدراسي، أن 51 في المائة من الشباب المغربي يطمحون لأن تكون لهم مقاولته الخاصة، وهو "الحلم الذي سيساهم برنامج "بداية" في تحقيقه لفئة عريضة من هذه الشريحة من الشباب"، مؤكدا أن المغرب فقد، خلال الخمسة الأشهر الأخيرة حوالي 120 ألف فرصة شغل، بعد تراجع نسبة النمو بأربع نقط، التي لم تتعد خلال هذه الفترة، حسب بلخياط، 2.8 في المائة، مضيفا أن "برنامج "بداية" يشكل اختيارا ناجعا لاستدراك فرص الشغل الضائعة وخلق الآلاف من فرص الشغل الجديدة لفائدة الشباب، "لأن القطاع الخاص يجب أن يشكل قاطرة للتشغيل والتنمية".