أبرز سفير المغرب في واشنطن٬ رشاد بوهلال٬ يوم السبت المنصرم، بنيويورك٬ تميز المغرب ك"نموذج للتعايش والتسامح" بين مختلف الأديان. وأكد بوهلال في مداخلة حول "الهويات الثقافية والدينية والعرقية للمغرب" أن المملكة٬ التي تقع في ملتقى الطرق بين الشرق والغرب٬ كانت ملاذا آمنا تعايشت فيه مختلف الثقافات والأديان والأعراق في وئام تام". واستعرض بوهلال، الذي كان ضيفا على مجمع السفارديم في مانهاتن بنيويورك٬ تاريخ المغرب الزاخر كأرض لتعايش مختلف الأديان ولتقاسم القيم المشتركة. وأضاف أن وجود المعابد والكنائس والمساجد٬ جنبا إلى جنب٬ في المغرب يعتبر أكبر دليل على الإمكانية المتاحة لمختلف الأديان للتعايش في أحضان أمة عربية مسلمة"، مبرزا أن هذا الانسجام لم يكن ممكنا لولا "الالتزام الشخصي" لملوك المغرب من أجل تعزيز السلام والتسامح ومحاربة كل أشكال التطرف. كما أكد أن "المغرب شجع دائما الحوار بين الثقافات والأديان"٬ مبرزا التزام " ثلاثة أجيال من الملوك"٬ جلالة المغفور له الملك محمد الخامس٬ وجلالة الملك الراحل الحسن الثاني، وصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ من أجل حماية الحقوق والحريات لرعاياهم٬ أيا كانت عقيدتهم. في هذا الصدد٬ أشار بوهلال إلى موقف الراحل جلالة المغفور له محمد الخامس٬ الذي عارض ترحيل اليهود من المغرب والقوانين المعادية للسامية التي أصدرتها حكومة فيشي. وقال إن جلالة الملك محمد السادس جدد التأكيد على هذا الالتزام حين ذكر بمسؤولية جلالته التاريخية لحماية حقوق وحريات وقيم اليهود المغاربة منددا بالمحرقة٬ "كواحدة من أكثر الفصول إيلاما في تاريخ البشرية". وأوضح بوهلال أن هذا الالتزام عززه جلالة الملك من خلال التأكيد على أن السمات المميزة للهوية المغربية تجد جذورها في الاحترام العميق للأديان السماوية٬ ومن بينها الديانة اليهودية، مشيرا إلى الرسالة التي وجهها جلالة الملك إلى المشاركين في معرض المغرب الذي نظمه المتحف اليهودي في لندن، التي قال فيها جلالته "إن الديانة اليهودية تشكل أحد الروافد العريقة التي انصهرت ضمن هوية مغربية موحدة تستمد قوتها من غنى وتعدد روافدها". ومكن، هذا اللقاء، ممثلي الجالية المغربية من ديانة يهودية المقيمة في نيويورك لتأكيد تمسكهم العميق بالمغرب وبقيم الانفتاح والتنوع والتسامح التي يتميز بها. وأكد الحاخام رافاييل بنشامول٬ رئيس مجمع السفارديم في مانهاتن٬ الذي وشح أخيرا، بوسام العرش من درجة قائد أنعم عليه به جلالة الملك محمد السادس٬ أن المغرب مثال للاحترام والتسامح"، معربا عن اعتزازه بانتمائه للمغرب. وأضاف أن المغرب يعتبر أرض الانفتاح والتسامح ونموذجا للتعايش بين اليهود والمسلمين. وأشار أحد المتدخلين من مواليد الرباط أنه على بلدان أخرى أن تحذو حذو المغرب، مستعرضا قرابة الألفي سنة من التاريخ اليهود في المغرب. من جهتهم، استعرض عدد من أعضاء الجالية اليهودية من أصل مغربي صورا من علاقاتهم الحميمية مع المغرب وتعلقهم بهويتهم المغربية. في هذا السياق، أكد دينا عمار أن الجالية اليهودية من أصل مغربي تحافظ على علاقات قوية مع المغرب٬ وتحرص على تعزيز هذه العلاقات. وخلال هذا اللقاء٬ الذي حضره القنصل العام للمغرب في نيويورك٬ محمد كرمون٬ رفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يشمل جلالة المغفور له الملك محمد الخامس وجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني برحمته الواسعة وأن يدخلهما فسيح جنانه.