وجهت، أخيرا، أسرة بشري سيد أحمد زين، المقيمة في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، رسالة إلى بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، تطالبه فيها بإجراء تحقيق حول مقتل ابنها بشري، واثنين من مرافقيه (شاب صحراوي، وفتاة متحدرة من الجزائر)، في حريق التهمهم، عندما كانوا في طريقهم إلى موريتانيا. وكانت عائلات الضحايا أعلنت في وقت سابق اختفاءهم أواخر أبريل الماضي، وطالبت البوليساريو بالتدخل للبحث عنهم، خاصة بعد إشاعة أنباء عن احتمال تيههم في الصحراء وفقدانهم طريق العودة، فيما تبين أنهم أبيدوا في حريق التهم سيارتهم وخيمتهم، التي كانوا نصبوها لقضاء ليلة في طريقهم إلى مدينة الزويرات الموريتانية. وجاء في الرسالة، التي حصلت "المغربية" على نسخة منها، أن عائلة بشري سيد أحمد زين دعت الأمين العام للأمم المتحدة إلى تحميل المسؤولية للجهات المتورطة في قتل ابنها، مستدلة بحادث توقيفه، من قبل عناصر تابعة لميليشيات البوليساريو، قبل ثلاثة أيام من سفره. وتضمنت الرسالة شهادة الأسرة عن تهديدات تلقاها ابنها في حال بوحه بالأنشطة، التي كان يزاولها لفائدة أحد قادة البوليساريو، داعية بان كي مون إلى "التدخل لحمايتها من المضايقات، التي تتعرض لها من قبل البوليساريو، والمطالبة بتحقيق نزيه وشفاف لكشف ملابسات مقتل بشري واثنين من مرافقيه في منطقة قريبة من بئر موكرين". من جهة أخرى، نشر موقع "ألجيريا تايمز"، التابع للمعارضة الجزائرية، خلفيات مقتل بشري ورفيقيه، مشيرا إلى اتهام ميليشيات البوليساريو بالوقوف وراء عملية الاغتيال، خاصة أن عائلة الهالك معروفة بمعارضتها للبوليساريو، وتتعرض باستمرار للكثير من المضايقات. وأضاف موقع المعارضة الجزائرية أن "بشري كان معروفا بنشاطه في مجال تهريب المخدرات لصالح أحد قياديي بوليساريو، قبل أن ينشق عنه ويلتحق بصفوف حركة شباب 5 مارس المناهضة للبوليساريو، التي شارك معها في العديد من الاعتصامات". وفي هذه الأثناء، يضيف الموقع، تتعرض والدة وخالة بشري سيد أحمد زين، منت زروك ودادو، لمزيد من المضايقات، وأدخلتا السجن بسبب صراعهما مع بعض المسؤولين بالجبهة. للإشارة، فإن عائلة بشري سيد أحمد زين دخلت في مواجهات مع قياديين في البوليساريو منذ عام 2009، ما أدى بالمدعو خطري أدوه، المسؤول عن مخيم السمارة إلى اعتقال منت زروك، التي لم تغادر المعتقل إلا بعد خروج المئات من أبناء قبيلتها للتظاهر والاحتجاج. وتعتزم العائلة، التي تنتمي إلى قبيلة اركيبات ولاد موسى، مجددا، تنظيم اعتصام مفتوح أمام مقر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالرابوني، مقر قيادة البوليساريو في تندوف، ما لم تلب مطالبها، المتمثلة أساسا في الكشف عن ملابسات اغتيال ابنها وتقديم الجناة إلى المحاكمة.