أفاد المكتب الوطني للكهرباء أن المغرب سجل استهلاكا غير مسبوق للكهرباء في التاسعة والنصف من ليلة الثلاثاء الماضي، بلغ 5085 ميغاوات، عوض الرقم القياسي السابق، 4890 ميغاوات، المسجل يوم 30 يونيو 2011. وعزا المكتب بلوغ الرقم القياسي إلى الاستعمال الكثيف لمكيفات الهواء الفردية والجماعية، إضافة إلى مضخات جلب المياه في القطاع الفلاحي، نظرا لحاجيات السقي نتيجة ارتفاع درجات الحرارة. وأشار المكتب إلى أن ظاهرة تطور استهلاك الكهرباء تسير بسرعة نحو ارتفاع متواصل سنة بعد أخرى، بفعل امتداد استعمال آلات تكييف الهواء، التي تعتمد على نسب كبيرة من الطاقة الكهربائية. وسجل المكتب الوطني للكهرباء رقما قياسيا للضغط على الشبكة الوطنية الكهربائية على مستوى الإنتاج اليومي، خلال الأربعاء الماضي، نظرا لاستمرار ارتفاع درجات الحرارة بكل أرجاء المملكة، إذ بلغ حجم الاستهلاك 96 ألفا 544 ميغاوات، مرتفعا بنسبة 24 في المائة، مقارنة مع الأرقام القياسية المسجلة سنة 2011. وذكر المكتب أن طاقة الأنظمة الكهربائية للمغرب، تستجيب للحاجيات الاستهلاكية بنجاح، دون إغفال المجهودات المبذولة لتعزيزها، من قبيل طاقة إضافية بداية السنة الجارية، بفضل إنشاء محطة القنيطرة، التي توفر 300 ميغاوات. ويرى محللون أن النمو الاقتصادي والاجتماعي المتسارع بالمغرب سيستدعي طلبا متصاعدا على الاستهلاك، وأن مختلف المشاريع المهيكلة المنجزة، ونمو الناتج الداخلي الخام، ستحفز على زيادة الحاجيات في الأشكال المختلفة للطاقة بوتيرة سنوية متواصلة، تبلغ 5 في المائة. ومن المنتظر أن يتضاعف استهلاك الطاقة الأولية مرتين على الأقل، من الآن إلى 2020، وسيتضاعف ثلاث مرات في ما بعد، كما سيتضاعف استهلاك الكهرباء ثلاث وأربع مرات في أفق هذه التواريخ، مقارنة مع مستوياتها الحالية. وتهدف الاستراتيجية، التي يتبناها المغرب، إلى تلبية الحاجيات المتزايدة، لتأمين تزويد البلاد بمختلف أنواع الطاقة المقبولة من الناحية الاجتماعية والبيئية، واستمرار توفرها وتعميم الوصول إليها بأسعار معقولة، والتحكم في الطلب، والمحافظة على البيئة. وينتظر أن تكون 42 في المائة من الطاقة الكهربائية من أصل متجدد سنة 2020 . ويعد المغرب واحدا من البلدان السباقة إلى اعتماد استراتيجية طاقية شمسية وريحية، من شأنها أن تمكن من تنويع الموارد الطاقية، وتقليص التبعية للخارج في ما يتعلق بالطاقة الأحفورية. كما يرى هؤلاء أن المغرب بإمكانه الاعتماد على مصادر الطاقات الخضراء، لتوفره على إمكانيات بيئية مهمة مرتبطة بالطاقة الشمسية، أي أزيد من 3 آلاف ساعة مشمسة في السنة، وطاقة ريحية تقدر بحوالي 25 ألف ميغاوات، وكذا الكتلة الحيوية والطاقة المائية.