ذكر البنك الدولي أن أداء الخدمات اللوجستية للتجارة العالمية تراجع على مدى السنتين الماضيتين، بسبب الركود وأحداث عالمية أخرى، بيد أن البلدان التي طبقت إصلاحات صارمة واصلت تحسين أدائها، مشيرا إلى حالة المغرب. وأوضح أحدث مسح أجراه البنك الدولي عن لوجستيات التجارة، توصلت "المغربية" بخلاصته، أن بعض البلدان، مثل المغرب والشيلي، والصين، والهند، وتركيا، والولايات المتحدة، استطاعت، رغم هذا التراجع، استطاعت تحسين مراكزها السابقة على مؤشرات أداء الخدمات اللوجستية. وأفادت دراسة للبنك الدولي، استندت على استقصاء شامل لوكلاء دوليين للشحن والنقل السريع على مستوى العالم، أن سنغافورة تحتل المركز الأول من بين 155 بلدا، في مؤشرات أداء الخدمات اللوجستية. وقال أوتافيانو كانوتو، نائب رئيس البنك الدولي لشؤون الحد من الفقر وإدارة الاقتصاد بالبنك الدولي، إن "لوجيستيات التجارة تعد عنصرا أساسيا لتعزيز القدرة التنافسية وتحقيق النمو الاقتصادي والحد من الفقر، إلا أن الفجوة اللوجستية بين البلدان الغنية والفقيرة مستمرة، فيما توقف الاتجاه نحو التقارب الذي شهدته الفترة الممتدة بين سنتي 2007 و2010، إذ حولت أحداث، من بينها الركود العالمي وأزمة الديون الأوروبية، الانتباه إلى إصلاح اللوجستيات". وتضم الشريحة العليا من البلدان المتوسطة الدخل جنوب إفريقيا، والصين، وتركيا، وهي تنتمي إلى أفضل البلدان أداء، وفي الشريحة الدنيا من البلدان المتوسطة الدخل، حقق كل من المغرب، والهند، والفلبين مستوى من التحسن في الأداء يفوق المتوسط، وتجاوزت بعض البلدان المنخفضة الدخل مستوى أدائها السابق، ومن بينها بنين، وملاوي، ومدغشقر. وقالت منى حداد، مديرة قطاع بإدارة التجارة الدولية في البنك الدولي، إن "البنية التحتية تبرز كمحرك رئيسي للتقدم في أفضل البلدان أداء، تتبعها التحسينات، التي شهدتها الخدمات اللوجستية، وإدارة الجمارك والحدود"، موضحة أن "البلدان الأفضل أداء تبدي تعاونا قويا بين القطاعين العام والخاص، ونهجا شاملا في تطوير الخدمات والبنية التحتية واللوجستيات الفعالة".