قام سفراء معتمدون بالرباط٬ يوم الأحد المنصرم٬ في أعقاب جولة بجنوب المنطقة الشرقية٬ بزيارة للمحطة الحرارية الشمسية ذات الدارة المركبة المندمجة لعين بني مطهر بإقليم جرادة. وقدمت بالمناسبة للدبلوماسيين، الذين يمثلون نحو 15 بلدا من إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية٬ شروحات حول هذا المشروع، الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في ماي 2010، والذي يشكل جزءا من برنامج التنمية المندمجة للمنطقة الشرقية. وعبر عدد من الدبلوماسيين٬ في ختام هذه الزيارة٬ عن إعجابهم بالمجهودات التي يبذلها المغرب في مجال الطاقات المتجددة وبالطابع المتجدد لهذا المشروع ذي البعد البيئي القوي٬ مبرزين التجربة التي راكمها المغرب في هذا المجال. وفي هذا الإطار٬ أكد سفير السينغال بالمغرب، امادو حبيبو ندياي٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن "زيارة المحطة الحرارية الشمسية لعين بني مطهر مكنتنا من الوقوف بعين المكان عند الإنجازات المهمة للمملكة في مجال الطاقات المتجددة". وأوضح أن التركيبة بين الطاقات الأحفورية والطاقات المتجددة المنجزة على مستوى هذه المحطة مثيرة للاهتمام٬ مضيفا أن هذا المشروع يبرز، أيضا، القدرات المتميزة للموارد البشرية لهذا البلد. ويوجد المغرب في مرحلة تؤهله لأن يصبح مزودا محتملا للطاقات المتجددة لأوروبا، وكذا لبلدان الجنوب المهتمة بتجربة المملكة في هذا المجال. وتندرج المحطة الحرارية الشمسية ذات الدارة المركبة المندمجة لعين بني مطهر في إطار الاستراتيجية الوطنية من أجل تطوير الطاقات المتجددة٬ التي تحترم البيئة٬ وتثمن الموارد الطاقية الوطنية لإنتاج الطاقة الكهربائية. وتبلغ الطاقة الإجمالية لهذه المحطة٬ التي تمتد على مساحة إجمالية تصل إلى 160 هكتارا٬ وتطلبت غلافا ماليا إجماليا قدره 4,6 ملايير درهم٬ 472 ميغاواط٬ منها 20 ميغاواط مستمدة من الطاقة الشمسية يمكن أن تدر إنتاجا سنويا متوسطا يقدر ب3 آلاف و538 جيغاواط في الساعة. وستمكن هذه المحطة٬ التي تشتغل بواسطة الغاز الطبيعي الذي تتزود به عبر قناة يبلغ طولها 12,6 كلم موصولة بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي٬ من تعزيز وسائل الإنتاج الوطنية بشكل كبير وتقوية شبكة الربط الكهربائي بالجهة الشرقية. وعلى المستوى البيئي٬ فإن تشغيل محطة عين بني مطهر سيمكن من اقتصاد كمية مادة الفيول المستهلكة بنحو 12 ألف طن سنويا٬ مما سيمكن من تجنب انبعاث 33 ألفا و500 طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو سنويا. ويساهم هذا المشروع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للجهة الشرقية، خاصة من خلال فك العزلة عن المنطقة وخلق مناصب شغل٬ وكذا إحداث مقاولات صغيرة ومتوسطة على الصعيد المحلي. وأشرف على تنظيم هذه الزيارة، التي قام بها حوالي 15 سفيرا معتمدا بالرباط ما بين 11 و13 ماي الجاري للجهة الشرقية٬ من طرف المؤسسة الدبلوماسية بشراكة مع الوكالة الشرقية. وتندرج هذه الزيارة في إطار الأنشطة الدبلوماسية التي نظمتها المؤسسة، بهدف تمكين السفراء المعتمدين بالمغرب من استكشاف والتعرف أكثر عن مختلف جهات المملكة.