سجلت في المغرب إصابة حوالي 6 ملايين شخص بارتفاع الضغط الدموي، أي أن 33 في المائة من المواطنين يعانون هذا الداء، حسب دراسة ميدانية لوزارة الصحة، تعود إلى سنة 2000. وقال البروفيسور بنغانم الغربي، رئيس الجمعية الطبية المغربية لأمراض الضغط الدموي، في تصريح ل"المغربية"، إن المعطيات الرسمية الأخيرة حول الداء تفيد إصابة ثلث البالغين المغاربة بارتفاع الضغط الدموي، في انتظار ما ستخلص إليه دراسة حديثة، تباشرها وزارة الصحة، منذ سنة 2009. وأفاد الغربي أن الداء يعني الأشخاص البالغين 45 سنة فما فوق، إذ ترتفع لديهم احتمالات الإصابة إلى شخص واحد من بين كل اثنين، مبينا أن الفحص الطبي المبكر، ابتداء من سن الأربعين، يبقى السبيل الوحيد لمقاومة استفحال هذا المرض الصامت. وذكر الاختصاصي ذاته أن أمراض ارتفاع الضغط الدموي تعد أول عامل للإصابة بأمراض القلب والشرايين، المصنفة كأول أسباب الوفاة بالمغرب، بنسبة تصل إلى الثلث. وعزا ارتفاع الإصابات بالمرض إلى تغير نمط التغذية لدى المغاربة، بعد أن أضحى غير متوازن، مقابل غناه بالملح والسكر والمواد الذهنية، إلى جانب تعرض الأشخاص إلى السمنة والإدمان على التدخين، مع غياب الممارسة الرياضية أو أي نشاط بدني آخر. وأوضح الغربي أن المرض مزمن، ويمكن التعايش معه، وضمان استقرار نسبته في الجسم، شريطة الامتثال لنصائح الطبيب، واحترام تناول الأدوية مدى الحياة، وفي مواقيتها، مع الالتزام بتناول أغذية متوازنة، وممارسة الرياضية، لمدة لا تقل عن 30 دقيقة في اليوم، إلى جانب الخضوع المنتظم للمراقبة الطبية. وأكد الاختصاصي ذاته توفر الأدوية الخاصة بالداء في الصيدليات، كما أنها موجودة، مجانا، في المؤسسات الصحية العمومية، تطبيقا للبرنامج الوطني لوزارة الصحة لمقاومة أمراض الضغط الدموي. وأشار الغربي إلى أنه، نظرا لارتفاع عوامل الإصابة بالداء، المرتبطة بالنمط الغذائي، فإن المغرب يخلد، اليوم الاثنين، اليوم العالمي لارتفاع الضغط الدموي، تحت شعار "نمط عيش صحي لضغط دموي سليم". وبهذه المناسبة، تنظم وزارة الصحة، والجمعية الطبية المغربية لارتفاع الضغط الدموي، أنشطة للتوعية، وحملة للكشف عن ارتفاع الضغط الدموي، تبتدئ اليوم الاثنين وتستمر حتى يوم الجمعة المقبل، في جميع المراكز الصحية، وتستهدف الأشخاص البالغين 40 سنة فما فوق، ومرضى السكري، والأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة، والنساء الحوامل. ووفق البرنامج ذاته، ستنظم لقاءات تحسيسية حول أسباب ومضاعفات وطرق الوقاية من ارتفاع الضغط الدموي، باعتماد سلوكيات وأنماط عيش سليمة، إلى جانب تنظيم لقاءات علمية حول المرجع العلاجي لارتفاع الضغط الدموي، لفائدة مهنيي الصحة، في كافة الأقاليم والعمالات والمراكز الاستشفائية الجامعية.