حل وفد من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ممثلا باللجنة الجهوية بالجماعة القروية أكلموس، أول أمس الاثنين، بإقليم خنيفرة، للوقوف على الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة أخيرا. وقالت مصادر "المغربية" إن وفد المجلس استمع إلى فعاليات المجتمع المدني وعدد من الأطر، وسكان الجماعة القروية أكلموس، كما عقد لقاء مع عامل عمالة خنيفرة لمناقشة أسباب الاحتجاج والمواجهات بين الشباب وقوات الأمن. وأفادت المصادر أن رئيس الوفد صرح، خلال الاجتماع مع الفعاليات الجمعوية بتكوين لجنة تتبع تطورات الوضع بالمنطقة، والسهر على مراقبة مدى تطبيق شروط المحاكمة العادلة للمعتقلين. واستنادا إلى مصادر أخرى، فإن مصالح الدرك الملكي بخنيفرة أحالت، مساء أول أمس الاثنين، أزيد من 34 شخصا، بينهم نساء وقاصرون، على الوكيل العام للملك بمحكمة الجنايات بمكناس، وأفرج عن 23 شخصا، فيما احتفظ ب 11 رهن الاعتقال، بتهم التجمهر غير المرخص، وقطع الطريق، والضرب والجرح العمد في حق قوات عمومية، بينما مازال البحث جاريا عن خمسة عناصر. وكانت اندلعت احتجاجات بالجماعة القروية أكلموس، الخميس الماضي٬ على خلفية قرار الأطراف المعنية بالتدبير المفوض للنقل العام بمختلف الجماعات القروية بالإقليم بتقليص عدد الحافلات٬ أي عدد الرحلات من ثمان إلى أربع بين أجلموس ومدينة خنيفرة. وأشارت المصادر إلى أن أغلب المحتجين شباب، وأنهم قطعوا الطريق الرئيسية بين مركز أكلموس ومدينة خنيفرة٬ الأمر الذي تطلب تدخل قوات الأمن لإعادة فتح الطريق وتسهيل عملية المرور. وأسفرت المصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن، التي اضطرت إلى استعمال القنابل المسيلة إلى الدموع، عن جرح 18 في صفوف قوات الأمن، وإصابة خمسة مواطنين بجروح متفاوتة الخطورة. وذكرت المصادر أن أغلب مطالب المحتجين اجتماعية، وجرى التعبير عنها في مسيرات واعتصامات سابقة، وضمنها إحداث مركز صحي يستجيب لتطلعات السكان، وبناء دار الشباب وتجهيزها بالآليات الضرورية، وإصلاح الطرق والشارع الرئيسي، لكن النقطة التي أفاضت الكأس هي تقليص رحلات حافلات النقل، حسب المصادر. وحسب المصادر، فإن السلطات ربطت خفض عدد الحافلات بين الجماعات القروية بمطالب من قبل المستفيدين من رخص النقل٬ وكان موضوع توافق بعد سلسلة من الاجتماعات بين مختلف الجهات المعنية وهي الشركة المفوضة، والنقابات، والمستفيدين. من جانب آخر، قالت مصادر متطابقة إن حالة هدوء عمت صباح أمس الثلاثاء الجماعة القروية أجلموس، فيما أفادت مصادر أخرى أن المنطقة تعيش حالة من الاحتقان.