منح المجلس الوطني للموسيقى والمسرح الوطني محمد الخامس جائزة "زرياب المهارات"، للفنان عازف الناي رشيد زروال، أمس الأربعاء، خلال حفل فني. وشارك في الحفل، الذي نظم بمسرح محمد الخامس، الفنان الشاب ناصر ميكري. وكشف الفنان حسن ميكري، في حوار مع "المغربية"، أن مشاركته في حفل فني في مهرجان "موازين"، الشهر المقبل، إلى جانب ابنه ناصر، ستكون آخر لقاء له بالجمهور، لأنه قرر اعتزال الغناء. وأضاف ميكري أنه سعيد بهذا الاعتزال لأنه يثق في كفاءة ابنه الفنية، ما سيجعله يأخذ المشعل، فهو حسب قوله امتداد للتيار الميكري، ولن يكون صوته أقل قوة من صوت والده، فله نفس قوي، وموهبة كبيرة وعشق أكبر للغناء، الذي ورثه من أسرة فنية بامتياز. منحت جائزة "زرياب المهارات" أمس لعازف الناي رشيد زروال، ما هي المقاييس التي اعتمدتها في اختيار هذا العازف؟ رشيد زروال عازف ناي ماهر، عزف إلى جانب أمهر العازفين العالميين، ولأول مرة اخترنا فنانا يعزف على آلة الناي. حرصنا في كل الدورات السابقة، أن نمنح جائزة "زرياب المهارات" لفنانين يعزفون على مختلف الألوان الموسيقية، بدءا بآلة "الكورال"، والقانون، مرورا بآلة العود، التي توج بها فنانون كبار، ووصولا هذه السنة إلى الناي، لما لهذه الأخيرة من قيمة فنية في العالم العربي. اخترنا رشيد زروال، لأنه أحسن العازفين على هذه الآلة، وأمهرهم وأفضلهم، فهو مبدع ومشهور بإبداعه "نفس الروح"، وهو إبداع مغربي محض ينتقل من منطقة إلى أخرى، كما خلق زروال فرقة خماسية تجمع بين القانون، والكمان، والإيقاع، والناي، الذي يظل آلة رئيسية. من خلال هذه المجموعة الخماسية، يقدم رشيد زروال موسيقى خاصة. أنا سعيد جدا لأن هذه الفرقة الخماسية تكونت على يده، ونحن داخل المجلس الوطني للموسيقى، نفتخر بهذه المجموعة التي ورثناها. سيكون ناصر ميكري حاضرا في هذا الحفل؟ سيغني ناصر ثلاث أغاني رفقة رشيد زروال، ومن بينها أغنية "ليلي طويل"، إلى جانب أغنيتين من أداء ابني ناصر. نحن ننتظر موسيقى عربية نفتخر بها. ولشدة عطاء وإبداع رشيد زروال، سندعوه للمشاركة في مهرجان "صيف الأوداية للفن والثقافة"، الذي سينظم ما بين 8 و14 يوليوز، تحت إشراف وزارة الثقافة. ستشارك في مهرجان "موازين"، ما الجديد الذي ستقدمه للجمهور؟ الجديد الذي سأقدمه سيكون خبرا وليس إبداعا، لأنني قررت الاعتزال، وسيكون حضوري في الحفل آخر لقاء لي مع الجمهور. سأشارك في الحفل إلى جانب ابني ناصر، وسأترك له المشعل، لأنه امتداد للتيار الميكري، الذي أصبح عالمي وله طابع ثقافي فني أكاديمي. لماذا قررت الاعتزال في هذا الوقت بالذات؟ لدي اهتمامات أخرى، كما أنني لن أعتزل الفن فهو يسري في عروقي، وأكسجين حياتي. سأعتزل فقط الغناء، وسأرتاح من الخشبة، والأسفار، والمهرجانات، والظهور في التلفزيون. حان الوقت لأترك الساحة للشباب، وأظن أنني فخور بعطاء ابني ناصر فهو المستقبل. أما أنا، فسأستمر في المجلس الوطني للموسيقى، كما أنني الرئيس المؤسس لمهرجان صيف الأوداية، وسأظل ألحن، وبابي مفتوح للأصوات الجيدة، ولن أبخل بفني على من طرق بابي. سأظل أتواصل مع الجمهور من خلال الأسطوانات والاستوديوهات. ألا ترى أن الوقت مازال بعيدا للاعتزال؟ إذا أراد الإنسان أن يترك بصمة في الحياة، ويحقق ما يريد، يجب أن يكون له عمر سيدنا نوح، وصبر سيدنا أيوب، ومال قارون. بالنسبة لي تركت بصمة في الساحة الغنائية المغربية، وكما قلت لدي اهتمامات أخرى تستحق أن أبذل ما في وسعي لتحقيقها. أما عن الموسيقى فلدي ابن أفتخر به وأثق به كثيرا، وأتمنى له التوفيق في مساره الغنائي.